للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك المعتلّ العين بالألف، يُجمع على "أفْعالٍ" من نحوِ: "بابٍ" و"أبْوابٍ"، و"ناب"، و"أنياب". وذلك من قبل أنّ الألف منه منقلبةٌ عن ياء، أو واو متحرّكتَيْن في الأصل، ولذلك اعتلّتا. وإذا كانت الألفُ أصلُها الحركةَ، كانت في الحكم من باب: "فَرَسٍ"، و"قَلَمٍ". وبابُ ذلك "أفْعالٌ"، نحوُ: "أفْراسٍ"، و"أقْلامٍ"، لا "أفْعُلُ". وكان بعضهم يفرق بين المذكّر والمؤنّث، فيجمع منه ما كان مذكرًا على "أفْعالٍ"، كـ"بابٍ"، و"أبوابٍ"، ويجمع ما كان مؤنثًا على "أفْعُلَ" كـ"دَارٍ"، و"أدْوُرٍ"، و"نَارٍ"، و"أَنْور"، وليس دلك بمطّردٍ عند سيبويه (١)، ولا قياسًا، بدليلِ قولهم: "نابٌ"، و"أنْيابٌ".

وإذا تجاوزتَ أدنى العدد، كانت بناتُ الواو على "فِعَالٍ"، نحوِ: "سَوْطٍ"، و"سِياطٍ"، و"حَوضٍ"، و"حِياضٍ"، كأنّهم كرهوا "فُعُولًا" لأجل الضمّة على حرف العلّة مع واو الجمع. فأمّا قلبُ الواو ياءً، فسيُذكَر في موضعه من التصريف، إن شاء الله.

وقد شذّ نحوُ: "فُوُوجٍ"، و"سُوُوقٍ"؛ لِما ذكرناه من إرادة التنبيه على أن ذلك هو الباب. فأمّا بنات الياء، فإنها تجمع على "فُعُولٍ"، نحوِ: "بَيْتٍ"، و"بُيُوتٍ"، و"شَيْخٍ"، و"شُيُوخٍ". وغلب "فُعُولٌ" في بنات الياء، لئلّا تلتبس ببنات الواو، إذ الواو في "فِعَالٍ" تصير إلى الياء، وكانت الضمّة مع الياء أخفَّ منها مع الواو.

فصل [جمع "أفْعُل" و"فُعول" من المعتلّ اللام]

قال صاحب الكتاب: ويقال في "أفعل", و"فعول" من المعتل اللام: "أدل"


= اللغة: المحضرمة: المخلَّطة؛ وأرى أنّها المحصرمة (بالصاد) وهي المحكمة الصُّنع، وتروى. المحظربة وهي المحكمة الفتل. أقوس: جمع قوس. نازعتها: جاذبتها. أيمن شملًا: نحو اليمين ونحو الشمال (بالجمع).
المعنى: طارت هذه الطيور، فكان لطيرانها صوت يشبه صوت انقطاع الأوتار المشدودة جيدًا في الأقواس، فجذبتها الجهات (أو الأكفّ) اليمنى وجذبتها الجهات اليسرى (الشمل).
الإعراب: "طرن": فعل ماضٍ مبني على السكون، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "انقطاعة": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره (طرن كأوتار انقطعت انقطاعة). "أوتار": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "محضرمة": صفة مجرورة بالكسرة. "في أقوس": جارّ ومجرور متعلّقان بصفة محذوفة لـ (محضربة). "نازعتها": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. "أيمن": فاعل مرفوع بالضمّة. "شملًا": مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة.
وجملة "طرن": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نازعتها": في محل جرّ صفة لـ"أقوس".
والشاهد فيه قوله: "أَقْوُس" في جمع "قَوْس" شُذوذًا، وعلى القياس المرفوض؛ لأنه معتلّ العين.
(١) انظر: الكتاب ٣/ ٥٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>