للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"شُهدٌ"، لشاهد المَصِير، و"بازِل"، و"بُزل"، و"قارحٌ"، و"قُرحٌ". ومثلُه في المعتل: "صائِم"، و"صُوَّمٌ"، و"نائم"، و"نُومٌ"، ويجوز "صُيمٌ"، و"نُيمٌ".

وقالوا فيما اغتسلت لامه: "غاز"، و"غُزى"، و"عافٍ"، و"عُفُى" بمعنى الدارس، وعلى "فُعالٍ". قالوا: "شُهادٌ", و"جهالٌ", و"ركابٌ" وذلك كثير.

وقد يكسر علي"فعلة".قالوا: "فاسقٌ", و"فسقةٌ", و"بارُّ", و"بررةٌ", و"كافرٌ", و"كَفَرَةٌ"، وقالوا فيما اعتلت عينه: "خائِنٌ"، و"خَوَنَةٌ"، و"حائكٌ"، و"حَوَكَة"، والقياس: "خانَةٌ"، و"حاكَةٌ"، وإنّما خُرج على الأصل. وربما قالوا: "خانةٌ"، و"حاكةٌ"، كما قالوا: "باعَةٌ"، ونظيرُه من المعتلّ اللام "غازٍ"، و"غُزاةٌ"، و"قاضٍ"، و"قُضاةٌ"، جاؤوا به على "فُعَلَةَ"، وهو بناء اختص به المعتل، لا يكون مثلُه في الصحيح. وزعم بعضُ الكوفيين أن أصل "قُضاةٍ": "قُضى" مثلَ "شُهد"، و"قُرح"، فحذفوا إحدى العينَيْن، وأبدلوا منها الهاءَ، ولا دليل على ذلك. وكان أبو العباس محمَّد بن يزيد يذهب إلى أن ذلك ليس بتكسير لـ"فاعل" على الصحة، إنما هي أسماء للجمع، فهو بابُه كـ "عمود"، وَ"عَمَدٍ"، و"أفِيقٍ"، و"أفَقِ".

وقد كسروه على "فُعُلٍ"، قالوا: "بازِلٌ"، و"بُزُلٌ"، و"شارِفٌ"، و"شُرُف" للمُسِنة من الإبل، وقالوا: "عائذ" و"عوذ"، وهي القريبةُ النتاجِ، و"حائلٌ"، و"حُولٌ"، و"عائط"، و"عِيط"، بمعنى "الحائل". وأصلُ " عُوذٍ"، و"حُولٍ"، " عُوُذ"، و"حُوُلٌ"، فأُسكنت الواو استثقالًا للضمة عليها، وأصلُ "عِيطٍ"، "عُيُطٌ"، فسكّنوا الياء استثقالاً، وكسروا العين لتصحّ الياءُ، وذلك كما قالوا: "بِيضٌ" في جمع "أبْيَضَ"، وأصلُه: "بُيْضٌ" كـ "أحْمَرَ" و"حُمرٍ". وإنما كسروا الباء؛ لتصح الياء، وذلك أنهم شبّهوا "فاعلًا" بـ"فَعُول"، فجمعوه على حذف الزيادة, لأنه مثلُه في الزيادة والعدة، فكما قالوا: "غَفُورٌ"، و"غُفُرٌ"، و"صَبُورٌ"، و"صُبُرٌ"، كذلك قالوا: "بازلٌ"، و"بُزُلٌ"، و"شارِفٌ"، و"شُرُفٌ"، فحذفُ الألف من "فاعِل" هنا كحذف الواو من "فَعُولٍ".

ويجيء على "فُعَلاء". قالوا: "شاعرٌ"، و"شُعَراءُ"، و"جاهل"، و"جُهَلاء"، و"عالم"، و"عُلَماء"، و"صالح"، و"صُلَحاء"، و"عاقل"، و"عُقَلاء"، شبّهوه بـ "فَعِيل" الذي هو بمنزلةِ "فاعل"، نحوِ: "كريم"، و"كُرَماء"، و"حكيم"، و"حُكَماء"؛ لأنّه إنّما يُقال ذلك لمن قد استكمل الكَرَمَ والحكمةَ، وكذلك "شاعرٌ" لا يقال إلا لمن قد صارت صناعتَه، وكذلك "جاهلٌ". فلما استويا في العدة، وتَقاربَا في المعنى، حُمل عليه كما حُمل "بِازِلٌ"، و"بُزُلٌ" على " صَبُورٍ"، و"صُبرٍ". وليس "فُعُلٌ" و"فُعَلاءُ" فيه بمطّرد، فيقاسَ عليه لقلته، إنما يُسمَع ما قالوه، ولا يُتجاوز. قال سيبويه (١): وليس "فُعُلٌ" ولا "فُعَلاءُ" بالقياس المتمكن في هذا الباب.


(١) الكتاب ٣/ ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>