للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و"أوطُبٌ"، و"أواطِبُ"، فـ "اليَدُ" التي هي الجارحة تجمع على "أيدٍ". قال الله تعالى: {فَاَقطَعُوَا أَيديَهُمَا} (١)، وقال: {لهم أَيْدِ يَبطِشُونَ بهآَ} (٢)، وقال {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} (٣) جمعوا "يدًا" على " أفعُلَ"، وهو من أمثلةِ أقل العدد لما كان واحده "فَعلًا"، والدالُ التي هي عينُ الفعل، وإن كانت مكسورة، فأصلُها الضم، كما أنها في "كَلبٍ"، و"أكْلُبٍ"، و"كَعب"، و"أكعُبٍ" كذلك. وإنما عدلوا إلى الكسر، لتصح الياءُ، إذ لو بقيت الضمةُ قبل الياء، لانقلبت واوًا، وكنت تصير إلى بناء ليس مثله في الأسماء، ويجمع "الأيْدِي" على "أيادٍ". قال الراجز:

٧٧٥ - [كأنهُ بالصحصَحان الأَنجلِ] ... قُطنٌ سُخامٌ بأيَادِي غُزَّلِ (٤)

قال الجرمي: سمعتُ أبا عُبَيدَةَ يقول: سمعتُ أبا عمرو يقول: إذا أرادوا المعروف، قالوا: "له عندي أيادٍ"، وإذا أرادوا جمع "اليَدِ"، قالوا: "أيْدٍ"، فذكرتُ ذلك لأبي الخَطاب، قال: ألم يسمع أبو عمرو قولَ عَدِي [من الخفيف]:

٧٧٦ - ساءَها ما تَأملَت في أيادِينا ... وأسْيافُنا إلى الأعْناقِ


(١) المائد ة: ٣٨.
(٢) الأعراف: ١٩٥.
(٣) ص:٤٥.
(٤) في الطبعتين "عزل" بالعين، وهذا تحريف.
٧٧٥ - التخريج: الرجز لجندل بن المثنى الحارثي الطهوي في لسان العرب ١١/ ٤٩١ (غزل)، ٦٩٠ (هجل)، ١٢/ ٢٨٣ (سخم)، ١٥/ ٤١٩ (يدي)؛ وتاج العروس (غزل)، (هجل)، (سخم)؛ ولأبي النجم في أساس البلاغة (سخم).
اللغة: الصحصحان: الأرض المستوية الواسعة. الأنجل: الواسع. السخام: اللَّين الحَسَنُ. غُزل: غوازل.
المعنى: وصف الشاعر سرابًا، فشبهه بالقطن لبياضه.
الإعراب: "كأنه": حرف مشبه بالفعل والهاء: اسمها. "بالصحصحان": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير في "كأنه". "الأنجل": نعت مجرور. "قطن": خبر مرفوع. "سخام": نعت مرفوع. "بأيادي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لِـ"قطن"، و"أيادي" مضاف. "غزل": مضاف إليه مجرور.
وجملة "كأنه قطن": ابتدائيه لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "بأيادي"، حيث جاءت هذه اللفظة جمعًا للجمع "الأيدي".
٧٧٦ - التخريج: البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص١٥٠؛ ولسان العرب ١٠/ ١٨٨ (شنق)؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧/ ٤٨١؛ والخصائص ١/ ٢٢٧؛ ولسان العرب ١٥/ ٤١٩ (يدي).
المعنى: لم ترضَ عن الحالة التي وصل قومها إليها، فقد وصلت أيدينا إلى ما نشتهي، وكانت سيوفنا قادرة على الوصول لأعناق الجميع أيضًا.
الإعراب: "ساءها": فعل ماض مبني على الفتح، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "ما": حرف مصدري. "تأملت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره هي، والتاء: للتأنيث، والمصدر المؤول من "ما تأمّلت" في محل رفع فاعل لـ"ساءها". "في =

<<  <  ج: ص:  >  >>