للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال صاحب الكتاب: ولا تثبت في الرباعي إلا ما شذ من نحو: "قُدَيديمة" و"وُريئة".

* * *

قال الشارح: فأمّا الاسم الرباعيّ، فإنّ تاء التأنيث لا تظهر في مصغّره إذا لم تكن ظاهرةً في مكبَّره؛ لأنها أثقلُ، والحرفُ الرابع ينزل عندهم منزلةَ عَلَم التأنيث لطُول الاسم به. ألا ترى أنه صار عدةُ "عُنَيِّقٍ"، بغير هاء، كعدّة "قُدَيْمَةٍ" و"رُجَيْلَةٍ" بالهاء. وقد شذّ اسمان من الرباعيّ، قالوا: "قُدَيْدِيمَةٌ"، و"وُرَيئَةٌ" تصغيرُ "قُدّامَ"، وَ"وَراءٍ". قال الشاعر [من البسيط]:

٨٢٧ - [وَقَدْ عَلَوْتُ قُتُودَ الرَّحْلِ يَسفَعُني] ... يَوْمٌ قُدَيْدِيمَة الجَوزاءِ مَسْمُومُ

وقال الآخر [من الطويل]:

٨٢٨ - قُدَيْدِيمَةَ التَّجْرِيبِ والحِلْمِ إنَّنِي ... أرَى غَفَلاتِ العَيشِ قَبْلَ التَّجارِبِ


= به. "نفوس": فاعل مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. "العجم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة القافية.
وجملة "مكن الضباب طعام العريب": بحسب الواو. وجملة "لا تشتهيه نفوس العجم": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله "العريب" تصغيرًا للعرب.
٨٢٧ - التخريج: البيت لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص ٧٣؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٤٩.
اللغة: قُتود: جمع مفرده قَتَدٌ، وهو خَشب الرحل. وسَفعه يوم مسموم، أي لفحه حرّه الذي تقذفه على الوجه السموم وهي ريح. والجوزاء: برج من أبراج السماء.
المعنى: يريد أنَّه رحل على بعيره في هذا اليوم.
الإعراب: "وقد": الواو: بحسب ما قبلها، "قد": حرف تكثير. "علوت": فعل ماضٍ، والتاء: فاعله. "قتود": مفعول به منصوب بالفتحة. "الرحل": مضاف إليه مجرور. "يسفعني": فعل مضارع، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. "يومٌ": فاعل "يسفعني". "قديديمة": مفعول فيه ظرف زمان متعلق بصفة لـ"يوم". "الجوزاء": مضاف إليه."مسموم": صفة لـ "يومُ" مرفوع.
وجملة "قد علوت": بحسب الواو. وجملة "يسفعني يومٌ": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "قديديمة" حيث ثبتت التاء في الاسم الرباعي.
٨٢٨ - التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص ٤٤؛ وخزانة الأدب ٧/ ٨٦؛ واللمع في العربية ص ٣٠٣؛ ولسان العرب ١٢/ ٤٦٦ (قدم)؛ وبلا نسبة في ما ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٠.
اللغة: قديديمة: تصغير قُدَّام، وروي البيت برفع "قديديمة"، والمراد أنّه عُلّق النساء، وعلقنه قبل التجارب واتزان العقل، والغفلات هنا مَلذات الحياة، والتجارب تعني هنا الكبر.
المعنى: يريد أنه استمتع بتعلقه بالنساء، واستمتعن بالتعلق به قبل أن يطعن في السنن, ويتزن عقله، ويزهد فيهن لكبره.=

<<  <  ج: ص:  >  >>