للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصب "الأمور" بـ"حَذِر"، لأنّه تكثيرُ "حاذرٍ" يعمل عملَ الفعل؛ لأنّه في معناه، وإنّما غير عن بنائه للتكثير، ومنه قول ابن أحمر [من الكامل]:

٩٠٠ - أو مِسْحَلٌ شَنِجٌ عِضادَةَ سَمْحَجٍ ... بِسَراتِه نَدَبٌ لها وكُلُومُ

الشاهد فيه نصب عضادة بـ "شنِج"، وهو تكثير "شانجٍ". وشانجٌ: في معنى مُلازِم، وفعلُه: "شنجته" كـ"لزمته". وأنشد في إعمال "فَعِيلٍ" لساعِدةَ بن جؤيَّة [من البسيط]:

٩٠١ - حتى شَآها كَلِيلٌ مَؤهِنًا عَمِلٌ ... باتتْ طِرابًا وباتَ الليلَ لم يَنَمِ


= الإعراب: "حذر": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "أمورًا": مفعول به. "لا": نافية. "تضير": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وآمن": الواو حرف عطف، "آمن": معطوف على "حذر" مرفوع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"آمن". "ليس": فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "منجيه": خبر "ليس" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "من الأقدار": جار ومجرور متعلقان بـ"منجيه".
وجملة "هو حذر": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تضير": في محل نصب نعت "أمورًا". وجملة "ليس منجيه": صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "حذر أمورًا" حيث عملت صيغة المبالغة "حذر" عمل فعلها، فنصبت مفعولًا به "أمورًا".
٩٠٠ - التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص١٢٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ١٦٩؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٤؛ ولسان العرب ٣/ ٢٩٣ (عضد)، ١١/ ٤٧٥ (عمل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥١٣؛ ولعمرو بن أحمر في الكتاب ١/ ١١٢؛ وليس في ديوانه.
اللغة: المسحل: الحمار الوحشي. الشنج: الملازم. العضاضة: الجنب. السمحج: أتان الوحش. السراة: أعلى الظهر. الندب: آثار الجروح. الكلوم: الجروح.
المعنى: يصف الشاعر ناقته التي شبّهها بحمار الوحش الملازم لأتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث فيه خدوشًا وكلومًا.
الإعراب: "أو": حرف عطف. "مسحل": معطوف على "مسدّم" في البيت السابق مرفوع. "شنج": نعت "مسحل" مرفوع. "عضادة": مفعول به لـ"شنج" منصوب، وهو مضاف. "سمحج": مضاف إليه مجرور. "بسراته": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالاضافة. "ندب": مبتدأ مؤخر مرفوع. "لها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ندب". "وكلوم": الواو: حرف عطف، و"كلوم": معطوف على "ندب" مرفوع.
وجملة "بسراته ندب ... ": في محل رفع نعت "مسحل".
والشاهد فيه قوله: "شنج عضادة سمحج" حيث عملت صيغة المبالغة "شنج" عمل اسم الفاعل، فرفعت فاعلاً هو الضمير المستتر، ونصبت مفعولًا به "عضادة".
٩٠١ - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في خزانة الأدب ٨/ ١٥٥، ١٥٨، ١٦٤؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٩؛ والكتاب ١/ ١١٤؛ ولسان العرب١١/ ٤٧٥، ٤٧٧ (عمل)، ١٤/ ٤١٨ (شأي)؛ والمصنف ٣/ ٧٦؛ وللهذلي في لسان العرب ١٠/ ١٠ (أنق)؛ وبلا نسبة في المقتضب ٢/ ١١٥؛ والمقرب ١/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>