للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: "صَيْرَفٌ" للصَّرّاف. قال سيبويه (١): ولا نعلم في الكلام "فَيْعُل" بالضّم، ولا "فَيْعِل" بالكسر في غير المعتلّ.

وقد زادوا النون ثانية أيضًا، قالوا: "قُنْبَرٌ"، وهو طائر معروف، ويقال له أيضًا: "القُنْبَرَاء"، و"القُبَّرَة"، والجمع: قُبَّرٌ، النون في "القنبر" زائدة؛ لأنه ليس في الأسماء "جُعْفَرٌ" بفتح الفاء، ولقولهم فيه: "قُبَّرَةٌ" بغير نون. وقالوا: "جِنْدَبٌ" لذَكَر الجَراد، وقالوا: "عَنْسَلٌ" وهي الناقة السريعة، والنون فيه زائدة؛ لأنه من "عَسَلَ" الذئبُ إذا أسرع.

وقد زادوا الواو ثانية أيضًا، قالوا: "كَوْكَبٌ"، و"عَوْسَجٌ"، لضرب من الشَّوْك، فالواو فيه زائدة؛ لأنها لا تكون مع بنات الثلاثة إلَّا كذلك.

[فصل [الزيادة الواحدة بين العين واللام]]

قال صاحب الكتاب: وما بين العين واللام في نحو شمألٍ , وغزال وحمار وغلام وبعير وعثير وعُليب وعُرُند وقعود وجدول وخروع وسدوس وسلم وقنب.

* * *

قال الشارح: قد وقعت الزيادة في هذه الأسماء ثالثة بعد العين، قالوا: "شَمْأَلٌ" للريح في إحدى لغاتها، وقد ذكرت. ومن ذلك الألف، قالوا: "غَزال"، و"حمار"، و"غُلام"، فالألف زائدة؛ لأنها لا تكون مع الثلاثة إلّا كذلك، فـ"غَزال" "فَعال"، و"غُلام"، "فُعال" من "الغُلْمة"، وهي شَهْوَة النكاح، وإنّما قيل للصغير: "غلام" على سبيل التفاؤل بالسلامة وبلوغِ سِنّ الاحتلام، و"حِمارٌ"، "فِعال" من "الحُمْرة"؛ لأن الغالب على حُمُر الوَحْش التي هي أصلها الحمرة.

وقد زادوا الياء ثالثة في الاسم والصفة، فالاسم: "بَعِيرٌ"، و"قَضِيب"، فـ"البعير" الياء فيه زائدة لوقوعها مع بنات الثلاثة، وهو يقع على الذكر والأثنى. وحُكي عن بعض العرب: "صرعتْني بعيري" أي: ناقتي، ويقال "شربت من لبن بعيري" فهو كالإنسان في وقوعه على الذكر والأثنى، والناقة كالجارية، والجَمَل كالرجل، قال الفرّاء: "الجمل زوج الناقة"، و"القضيب" واحد القُضْبان. والصفة قالوا: "طويل"، و"ظريف".

وقد جاء على "فِعْيَلٍ" اسمًا وصفةً، فالاسم "عِثْيَرٌ"، وهو الغُبار، و"حِمْيَرُ" قبيلة، والصفة قالوا: "رجلٌ طِرْيَمٌ" إذا كان طويلًا، و"الطّرْيَم": السحاب الكثيف؛ وأمّا "عُلْيَبٌ" وهو اسم وادٍ، فبناءٌ نادرٌ لم يأت اسم مضموم الفاء ساكن العين مفتوح الياء غيرُه.


(١) الكتاب ٤/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>