للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عمر بن أبي ربيعة [من الكامل]:

١٠٠٢ - أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعنا

وبنو سليم يجعلون باب "قلت" أجمع مثل "ظننت".

* * *

قال الشارح: قد تقدّم القول إن "أُرَى" ممّا يتعدّي إلى ثلاثة مفعولين، وهو منقول من "رأيتُ"، و"رَأى"، إذا كان من رؤية القلب، له معنيان: أحدهما العلم، والآخر الحِسْبان والظن. فإذا بني لما لم يسمّ فاعله، أُقيم المفعول الأول مقام الفاعل، ونُصب ما بقي من المفاعيل، فتقول: "أُرِيتُ عمرًا منطلقًا"، أي: ظننت


= إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. "أم": حرف عطف. "متجاهلينا": معطوف على "جهالًا" منصوب بالياء، والألف: للإطلاق.
وجملة "تقول ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "أجهالًا تقول بني لؤي" حيث أعمل "تقول" عمل "تظن"، فنصب به مفعولين، أحدهما قوله: "جهالًا"، والثاني قوله: "بني لؤي". ومع أنه فصل بين حرف الاستفهام والفعل بفاصل، وهو قوله: "جهالًا"، فإن هذا الفصل لم يمنع الإعمال, لأنّ الفاصل معمول للفعل، فهو مفعوله الثاني.
١٠٠٢ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص٤٠٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٩، ٩/ ١٨٥؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٧٩؛ والكتاب ١/ ١٢٤؛ ولسان العرب ١١/ ٥٧٥ (قول)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٣٤؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٤٥٧؛ ورصف المباني ص ٨٩؛ وشرح التصريح ١/ ٢٦٢؛ ولسان العرب ١١/ ٢٧٩ (رحل)، ١٢/ ٢٦٦ (زعم)؛ والمقتضب ٢/ ٣٤٩.
المعنى: إنّ الرحيل محتم اليوم أو غدًا، فمتى يا ترى تجمعنا دار واحدة؟
الإعراب: "أمّا": حرف شرط وتأكيد. "الرحيل": مبتدأ مرفوع. "فدون": الفاء: ربطة لجواب "أما"، و"دون": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. "بعد": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "غد": مضاف إليه مجرور. "فمتى": الفاء: حرف استئناف، و"متى": اسم استفهام مبني في محل نصب على الظرفية الزمانية، متعلّق بـ "تقول". "تقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "الدار": مفعول به أوّل منصوب. "تجمعنا": فعل مضارع مرفوع، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. وجملة "أما الرحيل فدون ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "متى تقول ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تقول": في محل جرّ بالإضافة. وجملة "تجمعنا": في محل نصب مفعول به ثان لـ "تقول".
والشاهد فيه قوله: "تقول الدارَ تجمعنا" حيث استعمل الفعل "تقول" بمعنى "تظنّ"، ونصب به مفعولين: أولهما قوله: "الدار"، وثانيهما جملة "تجمعنا"، ولم يقصد به الحكاية، ولولا ذلك لرفع "الدار" بالابتداء، وكانت جملة "تجمعنا" في محل رفع خبر، وكانت جملة المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>