للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: "ماء" رفعٌ بالابتداء، و"أشكلُ" الخبر، وقال الفرزدق [من الطويل]:

١٠٦٩ - فَيَا عَجَبًا حتى كُلَيْبْ تَسُبُّنِي ... كأنّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجاشِعُ

والمراد: يسبّني الناسُ حتى كُلَيْبٌ تسبّني، فوقع بعدها المبتدأ والخبر، وأمّا البيت الذي أنشده، وهو [من الطويل]:

سَرَيْتُ بهم حتّى يكلُّ مَطِيُّهم ... وحتى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأرْسانِ (١)

البيت لامرىء القيس، والشاهد فيه قوله: "وحتى الجياد ما يقدن بأرسان" فـ "حَتَّى" حرف ابتداء، ألا ترى أنها ليست حرف خفض لوقوع المرفوع بعدها. وليست حرف عطف لدخول حرف العطف عليها، وهو الواو، فكانت قِسْمًا ثالثًا. ولذلك وقع بعدها


= "دجلة": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. "أشكل": خبر (ماء) مرفوع بالضمّة.
جملة "فما زالت القتلى تمجّ": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "تمجّ": في محلّ نصب خبر لما زالت". وجملة "ماء دجلة أشكل": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "حتى ماءُ" حيث جاءت (حتى) حرف ابتداء، يُستأنف بعدها الكلام بجملة اسميّة. وقد أفادت "حتى" الابتدائية، في هذا الموضع، معنى التعظيم والمبالغة.
١٠٦٩ - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ١/ ٤١٩؛ وخزانة الأدب ٥/ ٤١٤، ٩/ ٤٧٥، ٤٧٦، ٤٧٨؛ والدرر ٤/ ١١٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٢، ٣٧٨؛ والكتاب ٣/ ١٨؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٨١؛ والمقتضب ٢/ ٤١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٤.
اللغة: كليب: قبيلة عربيّة. نهشل ومجاشع: جدّا قبيلتين عربيتين.
المعنى: يا للعجب، تصوروا أن قبيلة كليب تشتمني وتهجوني، أتراها اعتقدت أن مكانتها عالية، وأنها تنتمي إلى نهشل أو مجاشع؟!
الإعراب: "فيا": الفاء: استئنافية، "يا": حرف نداء وندبة وتفجّع. "عجبًا": مفعول مطلق، لفعل محذوف، منصوب بالفتحة، بتقدير: "فيا نفس اعجبي عجبًا". "حتى كليب": "حتى": حرف ابتداء، "كليب": مبتدأ مرفوع بالضمّة. "تسبّني": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، والفاعل ضمر مستتر تقديره: هي، والنون: للوقاية، والياء: ضمر متصل في محل نصب مفعول به. "كأنّ": حرف مشبه بالفعل. "أباها": اسم "كأن" منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستة، و"ها": ضمير متصل في محل جرَّ مضاف إليه. "نهشل": خبر "كأن" مرفوع بالضمة. "أو مجاشع": " أو": حرف عطف، "مجاشع": معطوف على "نهشل" مرفوع مثله بالضمّة.
جملة "فيا نفس": استئنافية لا محل لها من الإعراب، وكذلك جملة "اعجبي عجبًا". وجملة "كليب تسبّني": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "تسبّني": في محلّ رفع خبر "كليب". وجملة "كأن أباها نهشل": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "حتى كليب" حيث جاءت "حتى" ابتدائية، وما بعدها جملة اسمية، استؤنف الكلام بها. وقد أفادت "حتى" الابتدائية معنى التحقير.
(١) تقدم بالرقم ٧٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>