للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابتغاءَ مرضاة الله ونصرة رسوله، أما أنه لا يأتي عليكم إلا كذا وكذا حتى يُفتح عليكم فارس والروم، فيغدو أحدكم في حلة ويروح في حلة، ويُغدى عليكم بقصعة , ويُراح عليكم بقصعة». قالوا: يا رسول الله، نحن اليوم خير أو ذلك اليوم؟ قال: «بل أنتم اليوم خيرٌ منكم ذلك اليوم أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لاستراحت أنفسكم منها» (١).

وفي لفظ , أقبل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ذات يوم والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه - رضي الله عنهم - عليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ودنه , فلما رآه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نكسوا رؤوسهم رحمة له ليس عندهم ما يغيرون عنه , فسلم فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحسن عليه الثناء , وقال: «الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها , لقد رأيت هذا (يعني مصعباً) وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه , ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير في حب الله ورسوله» (٢).


(١) الحاكم: المستدرك على الصحيحين , كتاب الإيمان , باب ذكر مصعب بن عمير العبدري - رضي الله عنه - , ٣/ ٧٢٨ , رقم ٦٦٤٠. حكم عليه السيوطي في الفتح الكبير في ضم الزيادة الى الجامع الصغير بالإرسال, ٣/ ٤٠. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة ٩/ ٣٤٧ , رقم ٤٣٥٦.
(٢) ابن سعد: الطبقات الكبرى , ٣/ ٨٦. وفي لفظ آخر , عن عروة بن الزبير، قال: أقبل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - عليه قطيفة نمرة، وقد وصل إليها إهاباً، فلما رآه أصحابه نكسوا رحمة له، وليس عندهم ما يعودون عليه، فسلَّم فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه السلام، وقال خيرا، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الحمد لله تبارك وتعالى لِتَقَلُّبِ الدنيا بأهلها، رأيت هذا بمكة ما من فتى من قريش أنعم عند أبويه يكرمانه وينعمانه، ثم أخرجه من ذلك حب الله وحب رسوله، ونصر الله ونصر رسوله ...». المعافى بن عمران الموصلي: كتاب الزهد , ص٣٠٠ , وقال: اسناده ضعيف. وقطعة نمرة: أُخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض. وإهاب قد ودنه أي: جلد بله بماء ليخضع ويلين. ابن منظور: لسان العرب , ٥/ ٢٣٦ - ١٣/ ٤٤٥.

<<  <   >  >>