للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا للمتبوع فيكون ذكر المتبوع تمهيدا للتابع الذي سيجيء، وتوجيها للنفس لاستقباله بشوق ولهفة. فإذا استقبلته وعرفته استقبلت معه الحكم وعرفته أيضا؛ فكأن الحكم قد ذكر مرتين؛ وفي هذا تقوية للحكم وتوكيد، ولأجل تحقيق هذا الغرض لا يصح أن يتحد لفظ البدل والمبدل منه إلا إذا أفاد الثاني زيادة بيان وإيضاح)) (١).

ومما أشار إليه النحاة أيضا ((أن البدل في حكم تكرير العامل)) (٢). والتكرار ((له أثره الواضح في النص والتواصل، وذلك راجع إلى عملية التخزين والاسترجاع التي تدور في ذهن المرسل والمستقبل للمفاهيم والأحداث التي يدور حولها الخطاب النصي)) (٣).

وهذا ما لجأ إليه أبوتمام وأبرزه التبريزي عند قوله:

وَالمَركَبُ المُنجي فَمَن يَعدِل بِهِ يَركَب جَموحًا غَيرَ ذاتِ لِجامِ

يَتبَع هَواهُ وَلا لَقاحَ لِرَهطِهِ بَسلٌ وَلَيسَت أَرضُهُ بِحَرامِ

[بحر الكامل]

((قوله: يتبع هواه، بدل من قوله: يركب جموحا، وهذا بدل الفعل من الفعل، وهو مناسب لبدل التبيين؛ لأن معنى قوله: ((يتبع هواه)) جائز أن يشتمل عليه قوله ((يركب جموحا) مثل هذه الآية:چ ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ... ? ? چ [الفرقان ٦٨، ٦٩]؛فجعلچ ٹچ بدلا من چ ٹچ)) (٤).

ـ وقوله: ما خَطبُهُ ما دَهاهُ ما غالَهُ ... ما نالَهُ في الحِسانِ مِن خُرُدِه

السالِباتِ امرَءًا عَزيمَتَهُ بِالسِّحرِ وَالنافِثاتِ في عُقَدِه

[بحر المنسرح]


(١) النحوالوافي: ٣/ ٦٦٥
(٢) النحوالوافي: ٣/ ٦٦٥، هامش ١
(٣) التماسك النصي ودور المعاني النحوية فيه: د. محمد البدري عبد العظيم كامل، ص ١٧٤ [رسالة دكتوراه، كلية دار العلوم، ٢٠٠٧]
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٠٧ب٣٤].

<<  <   >  >>