للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الساكنة فبعض العرب يحولها إلى الزاي، وكذلك الصاد، وكذلك قالوا في المثل: لم يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ له؛ إذا سكنوا صاد ((فُصِدَ)) على لغة ربيعة)) (١).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

مُحَمَّدُ يا ابنِ الهَيثَمِ بنِ شُبانَةٍ ... أَبي كُلِّ دَفّاعٍ عَنِ المَجدِ ذائِدِ [بحر الطويل]

((((شُبَانَة)) اسم لم يذكر أهل اللغة الموثوق بهم له اشتقاقا؛ لأن الشين حرف مُمَات)) (٢).

ويفهم من النص السابق أن لفظ ((شُبانة)) الذي يبدأ بحرف الشين وما يليه من حروف مُمات. والذي يفهم من تلك اللفظة ((ممات)) عنده أنها تعني: اللفظ الذي ليس له أصل تسمح القوانين الصوتية للحروف اللغوية بتكوينه، وهو بهذا يخالف مفهوم هذا المصطلح عند اللغويين.

فكلمة ((ممات)) هي مصطلح لغوي يساوي في معناه عند قدامى اللغويين المصطلحات: المنكر والمتروك والمجهول ولغة مرغوب عنها. وعبر عنها اللغويون المعاصرون بمصطلح: انقراض الكلمات، والمهجور Obsolete أو Archaic ، وعرف السيوطي المتروك بقوله: ((ما كان قديما من اللغات، ثم ترك واستعمل غيره)) (٣).

• مواضع استخدام قرينة خصائص الشاعر الأسلوبية:

كان أبوالعلاء يلجأ إلى قرينة سياق لغوية يمكن أن نسميها ((قرينة خصائص الشاعر الأسلوبية))، أو ((قرينة مذهب الشاعر))، فقد اعتمد أبوالعلاء على الخصائص الأسلوبية للشاعر والتي كان ملمًّا بها إلماما تاما في إيضاح معاني بعض الأبيات. وقد استخدم هذه القرينة في أربعة وعشرين موضعا، وفيما يلي أهمها:

أـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

مُوَضَّحٌ لَيسَ بِذي رُجلَةٍ ... أَشأَمَ وَالأَرجُلُ مِنها بَسوس [بحر السريع]


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٢٠ب٧]
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٧٣ـ٧٤ب٢٥].
(٣) المزهر: ١/ ٢١٤

<<  <   >  >>