للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((.. استعار: ((الشمَّ)) في صفة السحاب، وما يعرف ذلك لأحد قبله)) (١).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لا يَأسَفونَ إِذا هُمُ سَمِنَت لَهُم ... أَحسابُهُم أَن تُهزَلَ الأَعمارُ [بحر الكامل]

((.. قابل سِمَنَ الحسب بهزال الأعمار، ولم يستعمل ذلك في العمر قبل الطائي، إلا أن يكون شيئا غير مشهور)) (٢).

ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

فَإِذا نِعمَةُ امرِئٍ فَرِكَتهُ ... فَاهتَصِرها إِلَيكَ وَلهى عَروبا [بحر الخفيف]

((.. ((فَرِكَتهُ)): من فَرْك النساء، وهوبغضهن لأزواجهن، وما أَخرج الفِرْك من الحيوان إلى غيره أحد قبل الطائي)) (٣). ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

لا يُسعِدُ المُشتاقَ وَسنانُ الهَوى ... يَبِسُ المَدامِعِ بارِدُ الأَنفاسِ [بحر الكامل]

((الوسنان: الناعس واستعاره هاهنا للهوى، ولم يستعمل ذلك من قبل الطائي)) (٤) ..

تعليل اهتمام أبي العلاء بالتنبيه على التطور الدلالي للكلمات المشروحة:

بعد أن أوضحنا اهتمام أبي العلاء (٥) بالتطور الدلالي للألفاظ المشروحة، قد يثور سؤال: لماذا كان اهتمام أبي العلاء بهذا التطور؟

وللإجابة عن هذا السؤال نمهد بالحقائق اللغوية الآتية:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٨٩].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٧٦ ـ ١٧٧].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبيس تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٧٢].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٤٣].وبقية المواضع التي تفرد فيها أبوتمام ينظر ديوان أبي تمام: [١/ ١٣٦]، [١/ ٢٦٨]، [١/ ٢٩]، [٢/ ٢٢٧]، [٢/ ٢٤٣]، [٢/ ٤٣٨]، [٢/ ٤٣٨]، [٣/ ٢٢٣]، [٣/ ٤٩]، [٣/ ٥٨]. أما المواضع التي اشترك فبها أبوتمام مع بقية الشعراء: [١/ ١١٨]، [١/ ٢٦٤ـ ٢٦٥]، [١/ ٣٩٤]، [٢/ ١٥٥]، [٢/ ٢٢٣]، [٢/ ٢٢٩]، [٢/ ٢٣١]، [٢/ ٣٦١]، [٢/ ٣٧٩]، [٢/ ٣٨٠]، [٢/ ٣٨١]، [٢/ ٤٢١]، [٣/ ١٠٨]، [٣/ ١٤]، [٣/ ٣٨]، [٤/ ٢٨]، [٤/ ٣٤ ـ ٣٥].
(٥) وسيأتي فيما بعد أن التبريزي كان يهتم بهذا التطور الدلالي للألفاظ بصورة أشد من أبي العلاء.

<<  <   >  >>