للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والباحث يدعوالأدباء والنقاد إلى وضع نظرية عربية نقدية لتفسير النصوص الأدبية، يكون منهج أبي العلاء والتبريزي لبنة فيها، تلك اللبنة التي تستند بدورها على منهج محكم لتفسير النص القرآني (١).

إن الدرسات اللغوية المتعلقة بالنص القرآني ((تشكل ـ إلى جانب المؤلفات البلاغية المعروفة ـ أساسا صالحا لدراسات عربية متجددة في الأسلوب؛ وبذلك تلعب دورا لعله يفوق بكثير ذلك الدور الذي لعبته البلاغة اليونانية القديمة بالنسبة للدرس الأسلوبي الحديث عند الأوربيية)) (٢).

والباحث إذ يدعو إلى هذا المنهج يدعو من جهة أخرى إلى طرح المناهج الأدبية الدخيلة علينا (٣)، المنبتة الصلة بالبيئة العربية، والقادمة إلينا من الغرب.

إن الكثير من تلك المناهج والنظريات الأدبية منبت الصلة بتراثنا الثقافي العربي، ذا خلفية أيديولوجية وفلسفية غريبة عنا، وهذا ما يؤكده الباحثون الذين يؤكدون على


(١) بين يدي الباحث كتاب بعنوان ((موسوعة النظريات الأدبية))، يحتوي على سبعين نظرية أدبية، للدكتور: نبيل راغب، ليس من بينها للأسف الشديد حديث واحد عن نظرية أدبية نقدية عربية.
(٢) مقال بعنوان: ((النقد اللغوي في التراث العربي)): د. عبد الحكيم راضي، ص ٨٨ [مجلة فصول مجلة النقد الأدبي، تراثنا النقدي ج٢، ١٩٨٦م].
(٣) ونضيف إلى المناهج الأدبية أيضا ((الأعمال الأدبية)) التي لا تتفق مع عاداتنا وثقافتنا. فقد كانت تلك الأعمال إحدى الطرق لإبعاد المسلمين عن دينهم، وبهذه الأعمال صيغت عقول وأفكار كثير من الأدباء والمفكرين، ((منسلخة تماما عن الدين، إن لم تكن ساخرة مستخفة مستهزئة)). [ينظر: واقعنا المعاصر: محمد قطب، ص ٢٨٨، دار الشروق ط٢، ٢٠٠٦]. وفي مقال بجريدة الأهرام ٧مايو٢٠٠٢، ص ١١، بعنوان ((حرب باردة جديدة)) للأستاذ فهمي هويدي، قال فيه: ((ليست مصادفة أن تلجأ وزارة الدفاع الأمريكية إلى إنشاء مكتب
((للتأثير الاستراتيجي)) (...) ومن يطالع كتاب ((الحرب الباردة الثقافية)) لمؤلفه الأمريكي فرانسيس سوندر يكشف أن ذلك المكتب كان النواة التي بدأت بها المخابرات المركزية، ويدهش للكيفية التي مورست بها تلك الحرب في مجالات الإعلام والفنون والآداب، واستخدمت لأجلها أسماء كبيرة، وإصدارات محترمة ومؤسسات قامت بأدوار مهمة في حياتنا العقلية والثقافية)).

<<  <   >  >>