للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارتباط النقد الأدبي في القرون الثلاثة الأخيرة ـ على الأقل ـ بالفكر الفلسفي الذي يتذبذب ((بين الوهم والحقيقة، واليقين والشك، وجاءت التفسيرات المختلفة لمعنى النص انعكاسا لتناقضات الفلسفة حول الحقيقة والوجود والذات)) (١)، إننا دائمًا نجد تلك الوشائج القوية ((بين تطورات الفكر العلمي ـ الفلسفي وتطورات الدراسات الأدبية واللغوية)) (٢) في الغرب.

وخير مثال على تلك المناهج الأدبية التي جثمت على صدورنا ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمان، وكان لها من الآثار السلبية ما لا يعلمه إلا الله ما يعرف بـ ((البنيوية)) (٣)، و ((التفكيكية)) (٤).


(١) المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك: د. عبد العزيز حمودة، ص ٩٦، [سلسلة عالم المعرفة، ع ٢٣٢، يناير١٩٩٨م، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت].
(٢) المرايا المحدبة: د. عبد العزيز حمودة، ص ٩٩، وينظر أيضا الصفحات التالية: ٦١، ١١٣، ١٦٤
(٣) البنيوية ـ كواحدة من أكثر التيارات العقلية أهمية وانتشارا ـ تقوم على دراسة البني أوالنماذج الكامنة في السلوك الاجتماعي، والثقافة، وتركيب المادة الفيزيائية. إنها تقدم ((منهجية)) معقولة ومنطقية لدراسة كثير من العلوم والمجالات المختلفة، مثل: البيولوجيا والجيولوجيا والأنثربولوجيا، وعلم اللغة، والنقد الأدبي. إن البنيوية التي تقوم على أساس نظرية الاتصال وتدرس العلاقات بين الأشكال بدلا من دراسة طبيعة هذه الأشكال نفسها: عاملة على إيجاد ((لغة)) في العلامات والرموز داخل تلك الأشياء. وبتحليل الشيء قيد البحث ـ سواء أكانت رواية أم أنظمة اتصال أم نظم سياسية ـ فإن البنيوية تحاول الكشف عن ((أطر)) الاتصال الموحَّدة من خلال تركيب ثنائي للعلاقات، تلك العلاقات التي تكتسب معانيها من داخلها ـ وليس من طبيعتها الخارجية ـ من خلال موضع كل علامة من الأخري. ينظر: LEXICON UNIVERSAL ENCYCLOPEDIA, vol١٨ , p٣٠٣ ,(structuralism)
(٤) شاع هذا المصطلح في النظرية الأدبية، وفي النقد الأدبي والفني منذ أواخر الستينيات في القرن العشرين، وبالتحديد بعد أن نشر الفيلسوف المعاصر جاك دريدا كتابه المشهور الأول:
((في علم نظم الكتابة)). وهومنهج يستخدم ((الشك)) بهدف هدم أنواع ((اليقين)) الفلسفية والعلمية والدينية، وهدم ـ أوتفكيك ـ كل أنواع ((الوحدة)) الاجتماعية أوالسياسية، أوالثقافية. [مصطلحات الفكر الحديث: سامي خشبة، ١/ ٢٢٦ـ ٢٢٧، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ٢٠٠٦].

<<  <   >  >>