للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابع الهجري، وكان هو وأستاذه من أهم الأسباب في شيوعه، إذ كانا ينتخبان من المذهبين البصري والكوفي مع نزعة شديدة إلى البصريين)) (١).

وقد حذا أبو العلاء حذو ابن جني، فلم ينص على انتمائه لمذهب معين، أو اتباعه لنحوي ما، بل إن القارئ ((لتراثه يعجب من كثرة نقده للنحاة، وشدة مناقشته لهم، كما أنه لا يفرق في نقده هذا ومناقشته تلك بين نحاة البصرة والكوفة)) (٢).

كما أننا نلمح ((اجتهاده في كثير من المسائل، واعتداده برأيه في الكثير من القضايا التي يعرض لها وإن كانت مخالفة لرأي كثير من النحاة. وهذا أحد مظاهر الإبداع النحوي عنه)) (٣).

وسنزيد الأمر وضوحا بالتفصيل عند حديثنا عن المذهب النحوي عند أبي العلاء في هذا الفصل.

(ج) دورانه مع الدليل:

كان كلا الرجلين من المجتهدين، يجتهد كل واحد منهما ما وسعه الاجتهاد. فابن جني من الذين يؤمنون بـ ((فتح الأبواب على مصاريعها للاجتهاد ومخالفة البصريين والكوفيين بقدر ما يؤديها النظر وتسعفهما الحجة)) (٤).

وعلى نهجه سار أبو العلاء، فلم يكن يخالف عن هوى لمجرد المخالفة، بل مخالفته تستند إلى دليل. يقول أبو العلاء: ((ولا أمنع أن يخالف الأول مخالف إذا أقام الحجة وأبان الدليل)) (٥).

(د) التأثر بالمنهج الاعتزالي:


(١) د. شوقي ضيف: المدارس النحوية ٢٦٨
(٢) د. محمد عبد المجيد الطويل: مشكلات نحوية، ص١٦٤
(٣) د. محمد عبد المجيد الطويل: مشكلات نحوية، ص١٦٤
(٤) د. شوقي ضيف: المدارس النحوية ٢٦٨
(٥) رسالة الملائكة: ص٢٥٥

<<  <   >  >>