للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَطَلَّ عَلى كُلَى الآفاقِ حَتّى ... كَأَنَّ الأَرضَ في عَينَيهِ دارُ [بحر الوافر]

((.. ومن روى ((كلا الآفاق)) بكسر الكاف، وهو يريد ((كل الآفاق)) فروايته خطأ؛ لأن ((كِلا)) يستعمل للاثنين لا للجمع، ولم يأت في المسموع: كلا القوم، وكلا الأصحاب، وإنما يقال: كلا الرجلين، وكلا الفرسين، ونحوذلك)) (١).

ـ قال أبوالعلاء في استطراد لغوي عند قول أبي تمام:

ذَهَبَت بِمُذهَبِهِ السَّماحَةُ فَالتَوَت ... فيهِ الظُّنونُ أَمَذهَبٌ أَم مُذهَبُ [بحر الكامل]

((... وإذا ضُمَّت الميم فالمعنى: ذهبت بثيابه المُذهبة؛ أي: يخلعها، وقد ادعى قوم أن الذهب يسمى ((مُذهبًا) وفسروا على ذلك قول الأخطل:

لَبّاسُ أَردِيَةِ المُلوكِ كأنما ... عُلَّت ترائبه بماء المُذهب [بحر الكامل]

قالوا أراد الذهب، والقياس يوجب أن المراد بماء الشيء المذهب ..)) (٢).

ـ ((الإقراب: أكثر ما يستعمل في الإناث، يقال: فرس مقربة؛ تُشَدُّ قريبا من بيت مالكها؛ لأنه يخاف أن ينزوعليها فحل لئيم. وربما استعمل ذلك في الذكور، وقياس كلامهم يوجب أن كل فرس يجوز أن يوصف بقرب؛ لأن من شأنهم أن يقربوه)) (٣).

ونلاحظ هذا الاطراد في القياس على مستوى الدلالة في بعض أقواله:

ـ ((أصل الوشيج: كل ما وشج بعضه في بعض؛ اتصل؛ ثم يقال لكل ما اتصل وشيج)) (٤).

ـ ((يقال نَطِفَ البعير؛ إذا هجمت الغدة على قلبه؛ ثم قيل لكل فساد نَطَف)) (٥).

ـ ((الجنى: اسم عام يقع على كل ما اجْتُنِي ...)) (٦).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ١٥٥ب١٢].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٢٩ب٥].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤٠٩ ب٧].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٩٩].
(٥) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٦١ب٩].
(٦) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٢٣ب٣٢].

<<  <   >  >>