للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((... جاء بالباء في قوله: ((بالمجتبى))؛ لأنه بدل من الهاء في قوله ((به))، وإذا كان الحرف متصلا بالضمير ثم أبدل منه وجب أن يعاد الحرف مع الاسم؛ كقولك: مررنا بهم بالقوم الصالحين، ونزلنا عليهم؛ على خيار الناس)) (١).

ـ قال أبوتمام:

بِالقائِمِ الثامِنِ المُستَخلَفِ اطَّأَدَت ... قَواعِدُ المُلكِ مُمتَدًّا لَها الطِّوَلُ [بحر البسيط]

((ينبغي أن يكون اشتقاق ((اطأدت)) من ((الطود))، بني على ((افتَعَلت)) من ذلك، فقيل: ((اطَّادَت)) ثم همزت للضرورة؛ لأن تاء ((الافتعال)) إذا كان قبلها طاء قلبت إليها، وليس في كلامهم ((الطَّاد)) بالهمز، وإنما قالوا: وطد، ولوبُنى ((افتعل)) من وطد لقيل: ((اتَّطَدَ)))) (٢).

ـ قال أبوتمام:

وَلَم أَرَ نَفعًا عِندَ مَن لَيسَ ضائِرًا ... وَلَم أَرَ ضَرًّا عِندَ مَن لَيسَ يَنفَعُ

يَقولُ فَيُسمِعُ وَيَمشي فَيُسرِعُ ... وَيَضرِبُ في ذاتِ الإِلَهِ فَيوجِعُ

[بحر الطويل]

((هذا البيت (٣) من عجيب ما جاء في شعر الطائي؛ لأنه أتبع العينَ الواو في غير قافية (٤)، وإنما آنسه بذلك أن العين في آخر النصف الأول وفي آخر النصف الثاني، ولا ريب أنه كان يتبع العين واوا في ((يسمعو))، وقد يمكنون الحركة حتى تصير حرفا ساكنا، مثل ما حكي أن بعض العرب يقول: قام زيدو، فيثبت الواو، ومررت بزيدي، فيثبت الياء، وذلك رديء مرفوض (...) فأدخل الياء بعد الكاف التي للمؤنث. فإن ادُّعي أن تلك لغة، فجائز أن يكون كذلك، وإلا فإن الكسرة مُكِّنت حتى صارت ياء، وبعض من يتكلم في العروض يذكر هذا البيت، ويجعله على أنه جاء بالعين متحركة


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٤٧ب١٦].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٨ب١٤].
(٣) المراد البيت الثاني من البيتين عاليه.
(٤) يقصد كلمة (يسمع) التي أثبتها التبريزي في روايته بدون واو.

<<  <   >  >>