للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس بعدها واو ويجب أن يكون الطائي لم يفعل ذلك؛ لأنه معدوم في شعر العرب، والغريزة له منكرة؛ لأنه يجمع بين أربعة أحرف متحركة في وزن (١) لم يستعمل ذلك فيه)))) (٢).

ـ قال أبوتمام:

يَظَلُّ سَراةُ القَومِ مَثنًى وَمَوحَدًا ... نَشاوى بِعَينَيها كَأَنَّهُمُ شَربُ [بحر الطويل]

((((سراة القوم)) خيارهم وأماثلهم؛ أخذ من سراة الجبل والفرس وهي أعلاهما، وهذا أوجه من أن يقال سراة جمع سريِّ؛ لأن ((فَعيلا))، لا يُجْمَع على ((فَعَلة)))) (٣).

ـ قال أبوتمام:

أُصُلٌ كَبُردِ العَصبِ نيطَ إِلى ضُحًى ... عَبِقٍ بِرَيحانِ الرِياضِ مُطَيَّبِ [بحر الكامل]

((.. ((أُصُل)): جاء به موحدا، وقيل: ((أُصُل)): جمع أصيل، مثل رَغِيف ورُغُف، فمن نطق به على التوحيد فلا كلام فيه، ومن جعله جمع أصيلٍ: أجراه مجْرى الجموع التي تحمل على الجنس فتوحد)) (٤).

ـ قال أبوتمام:

وَيَومٍ أَمامَ المُلكِ دَحضٍ وَقَفتَهُ ... وَلَوخَرَّ فيهِ الدينُ لَانهالَ كاثِبُه [بحر الطويل]

((... من روى ((لانهد كاتبه)) جاز [أن] يكون من الكاثبة، وهي موضع يد الفارس بالرمح من ظهر الفرس، من قول النابغة:

لَهُنَّ عَلَيهِم عادَةٌ قَد عَرَفنَها ... إِذا عُرِّضَ الخَطِّيُّ فَوقَ الكَواثِبِ [بحر الطويل]

وتستعمل الكاثبة في الإنسان، وهي الكتد أونحوه، ولا يعرف إلا بالهاء، فإذا كانت اللفظة يراد بها ذلك؛ فيجوز أن يكون حذف الهاء لمكان الإضافة؛ لأنهم يجرؤون


(١) بحر الطويل.
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٢٦ب٢٣، ٢٤].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٨٠ ـ ١٨١ب٨].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٩٣ب٣].

<<  <   >  >>