للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمع بملك ولا سوقه افتدى بمثل فداء حاجب. قال: وذلك أنه

أدعى أسره ذو الرقيبة القشيري يوم جبلة. قال واسم ذي الرقيبة مالك من بني عامر بن صعصعة.

قال وادعاه الزهدمان، وهما من بني عبس. قال فحكمته عبس وعامر في نفسه، فحكم أنه أسير ذي

الرقيبة. قال: ولهذين العبسيين بما نالا من ثيابي مائة ناقة، وأعطى ذا الرقيبة ألف بعير، وأطلق له

مائة من الأسارى، أسارى قيس كانوا في بني تميم. قال: وإنما ديات الملوك ألف بعير، فزادهم

حاجب على فداء الملوك مائة ناقة ومائة أسير. قال: وزعمت قيس في أشعارها، أنها أخذت منه ألف

عبد، وألفي ناقة، ومعها أولادها. وقد قال في ذلك باهلة:

حتى افتدوا حاجباً منها وقد جعلت ... سمر القيود برجلي حاجب أثرا

بألفٍ عبدٍ وألفي رائم جعلوا ... أولادهن لنا من رائم جزرا

قال: وأما صاحب الجدث بالكواظم، فهو أبو الفرزدق غالب بن صعصعة. قال ولا يعلم قبر أجار

ولا قرى في جاهلية ولا إسلام غيره، وقد ذكرته العرب في أشعارها. قال وذكروا أن أبا ثمامة الوليد

بن القعقاع بن خليد القيسي استجار بقبر هشام بن عبد الملك من يزيد بن هبيرة، وهو على قنسرين.

قال فبعث إليه يزيد فضربه حتى مات. فقال بو الشغب العبسي في ذلك:

يا آل مروانَ إن الغدرَ مدركُكُم ... حتى ينيخُكُمُ يوما بجعجاعِ

أضحت قبورُ بني مروانَ مخرُءَةُ ... لا تستجار ولا يُرْعىَ لها الراعي

قبرُ التميميِّ خيرٌ من قبورِكم ... يسعَى بذمته في قومِه ساع

إن البريةَ قالت عند غدرِكم ... قُبحاً لقبرٍ به عاذَ ابنُ قعقاع

قبرٌ لا حول كان الصنجُ همَّتهُ ... والمزنيات ودفٌّ عند إسماع

<<  <  ج: ص:  >  >>