للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعلها نوامة الضحى. يقول لها من يكفيها، يريد كأن الدهن جرى فوقها من صفائه وحسنه وكثرة

مائه، ولونه كلون الرمل. وقال نوامة الضحى لأنها من بنات الملوك. لوث طى لاثه لوثا ولثاه. ومن

لثاه قول العجاج: لاث به الآشاء والعبرى، يريد لائث كما قالوا هار وهائر:

إذا حَسَرتْ عَنْها الجَلابِيب وارتدتْ ... إلى الزَّوجِ ميَّالاً يكادُ يصُورُها

ويروى إذا وضعت من الفرع ميالا، يعني شعرها، يعني يعطفها شعرها من كثرته وكثافته فقال، يكاد

يعطفها إلى الشق الذي تميل إليه من كثرة شعرها، وقوله يصور يقول يكاد يجمعها ويعطفها شعرها

من كثرته، وهو من قول الله تعالى {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} كذا فسره ابن عباس رضي الله عنهما.

ومُرتجَّةِ الأَرْدافِ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ ... مُخَضَّبةِ الأطرافِ بِيضٌ نُحُورُها

قولح مرتجة الأرداف، يقول عجيزتها إذا مشت، يقول اضطربت عجيزتها فذهبت وجاءت من

ضخمها وعظمها، وهو مما تنعته الشعراء. ويحب من المرأة أن تكون ضخمة العجيزة، ومما حُكي

في الحديث، أن عظم عجيزة المرأة نصف الحسن، وبياض المرأة نصف الحسن. قال أبو عبد الله،

أخبرنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، قال: قالت عائشة رضي الله عنها لقوم من تيم، إنكم

تعاونوا الرقيق، فعليكم بالبياض والطول فانهما يعتفران نصف الحسن. قال ابن الأعرابي الاعتفار

أخذ الشيء على قهر.

كَأَنَّ نَقاً مِنْ عالجٍ أزرَتْ بِهِ ... بِحيثُ التقتْ أَوْراكُها وخُصُورُها

<<  <  ج: ص:  >  >>