للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بني حنظلة سنة، وذلك في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فبلغهم خصّب

عن بلاد كلب بن وبرة. قال: فانتجعها بنو حنظلة، فنزلوا صوأر. قال، فكانت بنو يربوع قدّام الناس،

فنزلوا أقصى الوادي، ولم يكن مع بني يربوع من بني مالك، غير غالب. فلما نزلوا صوأر، ووردت

إبله، حبس ناقة منها كوماء، يعني عظيمة السنام، قال: فنحرها فأطعمها، قال: فلما وردت إبل سحيم

بن وثيل الرياحي، حبس منها ناقة فنحرها فأطعهما. فقيل لغالب إنما نحر سحيم مواءمة، يعني

مباراتك ومساواتك. قال فضحك غالب، وقال: كلا ولكنه امرؤ كريم وسوف أنظر. فلما وردت أبل

غالب، حبس منها ناقتين فنحرهما وأطعمهما. قال فلما وردت أبل سحيم، نحر ناقتين وأطعمهما، فقال

غالب: الآن علمت أنه يوائمني، فعقر غالب عشراً فأطعمها بني يربوع وغيرهم. فعقر سحيم بعد ذلك

خمسة عشر، أو عشرين. قال: فلما بلغ غالباً ضحك، وكانت إبله ترد لخمس، فلما وردت عقرها كلها

عن آخرها، فالمكثر يقول: كانت أربع مائة، والمقلل يقول كانت مائتين. قال: ثم إن سحيما عقر بعد

ذلك بكناسة الكوفة مائتي ناقة وبعير، وذلك في خلافة عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - فجعل

الناس يقولون: اللحم اللحم! وخرجوا بالزبل والحبال والجواليف، فرآهم علي بن أبي طالب - رضي

الله عنه - فقال: يا أيها الناس، لا يحل لكم، لأنها أهل بها لغير الله تعالى. قال جهم السليطي: فلم

يُغن هذا عنهم شيئا، لأنه بعد صوأر بزمن، ولم يعقر حيث عاقره غالب.

تركنا جريراً وهو في السوقِ حابسٌ ... عطيّةَ هل يلقى بهِ منْ يُبادلُهْ

فقالوا لهُ رُدّ الحمار فإنهُ ... أبوكَ لئيمٌ رأسهُ وجحافلُهْ

وأنتَ حريسٌ أنْ يكونَ مجاشعٌ ... أباكَ ولكنّ ابنهُ عنكَ شاغلُهْ

وما ألبسوهُ الدرعَ حتى تزيّلتْ ... منَ الخزي دون الجِلدِ منهُ مفاصلُهْ

وهل كانَ إلاّ ثعلبا راضَ نفسهُ ... بموجٍ تسامى كالجبالِ مجاولُهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>