للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

زارَ الفرزدقُ أهلَ الحِجاز ... فَلمْ يحظَ فيهم ولمْ يحمَدِ

الحجاز ما بين الجُحفة إلى جبلي طي، وإنما سمي حجازاً لأنه حجز ما بين نجد والغور.

وأخزَيتَ قومَكَ عند الحَطيمِ ... وبين البَقيعَين والغَرْقَدِ

ويروى وعند. قال والبقيعان والغرقد بالمدينة. قال: وقد مر حديثه في ذكر المدينة. وهما بقيعان:

بقيع الغرقد، وبقيع الزبير.

وَجَدْنا الفَروزدقَ بالموسمينِ ... خبيثَ المَداخِلِ والمَشهَدِ

نَفاكَ الأغر ابنُ عبد العزيزِ ... بحقّكَ تُنفَى عنِ المسجدِ

هذا يقول للفرزدق، لأن الفرزدق حيث أجّله عمر ثلاثة أيام، ليخرج من المدينة، قال:

أوعَدَني وأجّلَني ثلاثاً ... كما وُعدَتْ لمَهْلكها ثَمودُ

يعني عمر بن عبد العزيز.

وشَبّهْتَ نفسكَ أشقَى ثَمودَ ... فقالوا ضَلِلْتَ ولم تهتَدِ

قوله أشقى ثمود، يعني قُداراً عاقر الناقة.

وقدْ أجلّوا حينَ حَلّ العذابُ ... ثلاثَ ليالٍ إلى المَوعِدِ

وشَبّهْتَ نفسَككَ حُوقَ الحِمارِ ... خَبيثَ الأوارِيّ والمِرْوَدِ

قال: والرواية حوض الحمار. وذلك أن غالباً أبا الفرزدق كان يلقب حوض الحمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>