للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهداء فأخرجوا كأنهم يؤم. وفيها كانت غزاة حمراء الأسد، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم رجع إلى المدينة يوم السبت، فلما كان الغد لست عشرة من شوال خرج مع من خرج أحدًا لا غير مرهبًا للعدو، وليبلغهم أنه قد خرج في طلبهم ليظنوا أن به قوة، وخرج وهو مجروح مكسور الرباعية وشفته العليا كلمت في باطنها، فذهب صوت معسكرهم في كل وجه، وسار ثمانية أميال وأقام ثلاثة أيام ثم رجع، ووجد هناك عميرًا فسأل العفو، فقال: لا، تقول بمكة: خدعت محمدًا مرتين! نقتله صبرًا وقال: لا يلدغ المؤمن مرتين من جحر. وقد كان أخذه ببدر فقال: دعني لبناتي! فأطلقه.

[رابعة] وفيها علقت فاطمة بالحسين، وكان علوقه بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة. وفي الرابعة سرية بئر معونة في صفر، وذلك أن عامر بن مالك قال: لو بعثت معي رجالًا لرجوت أن يجيب قومي! فبعث تسعين من الأنصار شببة يسمون القراء، وكتب إلى عامر بن الطفيل، فلما بلغو بئر معونة استصرخ عليهم من سليم عصية ورعلا وذكوان فقتلوهم، فقالوا: بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا! فدعا عليهم أربعين صباحًا بالقنوت. وفيها سرية الرجيع، وذلك أن قومًا من المشركين قالوا: إن فينا إسلامًا فابعث نفرًا يفقهوننا، فبعث مرثدًا وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت وخبيبًا وغيرهم، فلما بلغوا الرجيع غدروا واستصرخوا عليهم هذيلا. فقتلوا بعضهم، وأسروا آخرين وباعوهم من مشركي مكة ليقتلوهم بمقتوليهم في بدر. وفي ربيع الأول غزوة بني النضير، وذلك أنهم كانوا صالحوه على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، ثم نقضوا وأرسلوا كبب بن الأشرف إلى أهل مكة في قتاله، فقتل محمد بن مسلمة كعبًا كما مر فأتهم النبي صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية القتيين، فقالوا: نعم، وشاوروا بأن يطرحوا عليه حجرًا من ظهر البيت، فأوحى غليه به فخرج صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليهم أن أخرجوا من بلدي في عشرة أيام وإلا نقتل! فتجهزوا للخروج، فأرسل إليهم ابن أبي: لا تخرجوا فإن معي ألفين وقريظة وغطفان تمدكم، فإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فأبوا عن الخروج، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>