للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر يومًا ونادى: من خرج فهو حر! فخرج بضعة عشر رجلًا منهم أبو بكرة نزل في بكرة، فرحل من غير فتح، واستشهد في الطائف اثنا عشر رجلًا. وأحرم من الجعرانة، واعتمر لست بقين من ذي القعدة، واستخلف بمكة عتاب بن أسيد ومعاذًا، فانصرف إلى المدينة وسم غنائم حنين، ثم جاء وفد هوازن مسلمين، فرد عليهم أموالهم وسبيهم بعد إرضاء المسلمين، ثم جاء سيدهم مالك بن عون مسلمًا وحسن إسلامه، فأعطاه مائة من الإبل، ورد عليه أهله وماله، واستعمله على الطائف؛ فلما فرغ منه اتبعه الناس يطلبون الفيء حتى ألجأوه إلى شجرة فاختطفت رداءه. وفيها كتب بحير بن زهير إلى أخيه كعب الشاعر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل من أن يهجوه ويؤذيه، فإن كان لك في نفسك حاجة فطر إليه فإنه لا يقتل تائبًا وإلا فانج نجاء من الأرض! فضاقت عليه الأرض، فجاءه وهو لا يعرفه فقال: يا رسول الله! إن جئت بكعب مسلمًا فهل أنت قابل منه؟ قال: نعم، قال: أنا كعبن فأسلم، فوثب عليه أنصاري وقال: دعني وعدو الله! فمنعه صلى الله عليه وسلم، فغضب كعب فمدح المهاجرين في قصيدته بانت سعاد وعرض بالأنصار بقوله: إذا عرد السود التنابيل، فغضب عليه الأنصار فأنشد قصيدته الأخرى لمدحهم بأمره صلى الله عليه وسلم. وفيها تزوج مليكة الكندية وكان قتل أباها يوم الفتح، فاستعاذت منه ففارقها. وأراد طلاق سودة فجعل يومها لعائشة. وماتت زينب أكبر بناته زوجة أبي العاص.

[تاسعة] وفي التاسعة بعث عيينة بن حصن في خمسين فارسًا، فأخذ زهاء خمسين من العدو، فقدم في شفاعتهم الأقرع بن حايس وآخرين فنادوا من وراء الباب، فنزل "إن الذين ينادونك" - الآية. وبعث الوليد بن عقبة إلى بملصطلق من خزاعة مصدقًا وكانوا قد أسلموا فخرجوا يتلقونه فرحًا، فظن الوليد خروجهم للقتال فولى إلى المدينة وشكى إليه، فأتوه معتذرين فنزل "إن جاءكم فاسق بنبأ

<<  <  ج: ص:  >  >>