للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضها ببعض ولم يتيسر التميز سيما الكرماني والقسطلاني فليعلم ذلك كل أحد كي لا يشكل على من يريد الرجوع، فإنه إن لم يدرك ما أعلم بالكاف في الكرماني فليرجع إلى القسطلاني سيجده فيه.

تنبيه: غنية: علم الحديث علم شريف يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وهو من علوم الآخرة، من حرمه فقد حرم خيرًا عظيمًا، ومن رزقه فقد رزق فضلًا جزيلًا، فعلى صاحبه تصحيح النية وتطهير قلبه من أغراض الدنيا فورد: من تعلم علمًا مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة. ويستحب أن يتطهر لحضور مجلس التحديث، ويسرح لحيته، ويجلس متمكنًا بوقار، ويزبر من يرفع صوته، ويقبل على الحاضرين كلهم، ويفتح مجلسه ويختمه بحمد الله والصلاة والدعاء بما يليق بالحال بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئًا من القرآن، ولا يحدث بحضرة من هو أولى منه به لسنه أو علمه أو زهده، وقيل: يكره أن يحدث ببلد فيه أولى منه، وينبغي له إذا طلب منه ما يعلمه عند أرجح منه أن يرشد إليه فالدين النصيحة، وليحرص على نشره مبتغيًا به أجره، ويقول المستملي للمحدث: رحمك الله أو رضي عنك - أو نحوهن وكلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع به صوته، وإذا ذكر صحابيًا ترضى عنه، وإذا كان ابن صحابي قال: رضي الله عنهما، ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه حال الرواية بما هو أهله، كسيد الفقهاء والبحر، وحاف الوقت، وشيخ الإسلام، وليعتن بالدعاء له، وينبغي أن يعظم شيخه ومن يسمع منه فإنه سبب الانتفاع، ويعتقد جلالة شيخه ورجحانه، ويتحرى رضاه، ولا يطول عليه بحيث يضجره، وليستشره في أموره وفيما يشتغل فيه وكيفية اشتغاله، فهو أحرى بانتفاعه إذا كان في الشيخ قابلية له، وليحذر كل الحذر أن يمنعه الحياء والكبر من السعي التام في التحصيل

<<  <  ج: ص:  >  >>