للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى النفاق فهو مجترئ إذ لا يطلق الأنصاري على من اتهم به. ما: كونه أنصاريا لا يخالفه لأنه يكون من قبلتهم لا من أنصار المسلمين. ط: يصلي في منى إلى غير "جدار" فمررت بين يدي الصف، مظ: أي إلى غير سترة، والغرض منه أن مرور الحمار بين يدي المصلي لا بقطع الصلاة، فإن قيل: غير جدار لا ينفي شيئًا غيره فكيف فسره بالسترة؟ قلت: إخبار ابن عباس عن مروره بالقوم مع عدم إنكارهم وأنه مظنة إنكار يدل على حدوث أمر لم يعهد قبل من كون المرور مع السترة غير منكر، فلو فرض سترة أخرى غير الجدار لم يكن لهذا الإخبار فائدة.

[جدل] سيد: فيه "ما ضربوه لك إلا "جدلا" بل هم قوم خصمون" فإنهم قوم عرفوا الحق وعاندوا وانتهزوا مجالًا للطعن، وهكذا دأب الفرق الزائغة، أي ما قالوا:"ألهتنا خير أم هو"، وأرادوا أن الملائكة خير أم عيسى فإذا عبد النصارى عيسى فنحن نعبد الملائكة، إلا عنادًا لا عن دليل. ز: قال أبو العباس القرطبي: هذا الخصم المبغوض هو الذي يقصد بخصومته مدافعة الحق مموهة، وأنشد منه خصومة أكثر المتكلمين الذي أعرضوا عن طرق الكتاب والسنة والسلف في أصول الدين إلى طرق مبتدعة واصطلاحات مخترعة وقوانين جدلية وصناعات مستحدثة، ومدار أكثرها على مباحث سوفسطائية أو مناقشات لفظية، ثم إنهم ارتكبوا أنواعًا من المحال لا يرتضيها البله، كما بحثوا عن تحيز الجواهر والأحوال والأكوان، وبحثوا عن أمور أمسك عنها السلف الصالح، ككيفية تعلقات صفات الله تعالى وتقديرها واتحادها في أنفسها، وأنها الذات أو غيرها، وأن الكلام هل هو متحد أو منقسم بالأنواع أو بالأوصاف، وكيف يتعلق في الأزل بالمأمور، وأن أمر الصلاة عين الأمر بالزكاة - إلى غير ذلك مما سكت عنه الصحابة ومن سلك سبيلهم، لعلمهم أنها مما عجزوا عن دركها ولم يوقفوا عليها لعجزهم عن كيفيتها، ولذا قال العليم الخبير "ليس مثله شيء وهو السميع البصير"، وإذا عجزوا عما بين جنبيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>