للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دجن] فيه: ح عائشة: لقد أنزلت آية الرجم وإرضاع الكبير عشرًا، وكانت في صحيفة تحت سريري عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفى وشغلنا دخلت داجن فأكلت تلك الصحيفة. مغيث: فإن قيل: كيف تأكله وقد قال تعالى "وأنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل" فكيف يكون عزيزًا وقد أكله الشاة وأبطل فرضه؟ وأيضًا كيف وضعه تحت السرير؟ قلت: لا عجب في وضعه تحته فإن القوم لم يكونوا ملوكًا فيكون لهم الخزائن والصناديق وكانوا إذا أرادوا صون شيء وضعوه تحت السرير ليأمنوا عليه من الوطء وعبث الصبي والبهيمة، ولا عجب أيضًا في أكل الشاة فإنها أفضل الأنعام، وقد روى مرفوعًا: ما خلق الله دابة أكرم على الله من الضان، فما تعجب من أكل الشاة! وهذا الفأر شر حشرات الأرض نقرض المصاحف وتبول عليها! وأما إبطاله فإنه يجوز أن يكون أنزله قرآنا ثم أبطل تلاوته وأبقى عمله كما في غيره، ويجوز أن يكون أنزله حكمًا واجبًا لا قرآنا كتحريم نكاح العمة على بنت أخيها ونحوها، كيف وقد رجم صلى الله عليه وسلم ماعزًا وغيره قبل هذا الوقت فكيف ينزل مرة أخرى! وأما إرضاع الكبير فتراه غلطًا من محمد بن إسحاق؛ وقوله "لا يأتيه الباطل من بين يديه" أراد أن الشيطان لا يستطيع أن يدخل فيه ما ليس منه قبل الوحي وبعده لا أن المصاحف لا يصيبها ما يصيب سائر العروص.

دح

[دحر] ما من يوم "أدحر". ط: أي الشيطان في يوم عرفة أبعد من مراده من نفسه في سائر الأيام. قوله: إلا ما رأى يوم بدر، مستثنى من هذه الجملة، وقوله: إلا لما يرى، استثناء من قوله: وما ذلك، وهذه الجملة معترضة بين المستثني والمستثني منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>