للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم، فقال: "أنت منهم"، ثمَّ قام رجلٌ آخر فقال: ادعُ اللَّهَ أنْ يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة".

وليس عند البخاري "ولا يَرْقُون".

قال شيخنا (١) : وهو الصواب، وهذه اللفظة وقعت مقحمة في الحديث، وهو غلطٌ من بعض الرواة (٢) ، فإنَّ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جعل الوصف


(١) هو ابن تيمية، انظر: مجموع الفتاوى (١/ ١٨٢، ٣٢٨)، وراجع: مفتاح دار السعادة (٢/ ٢٣٤)، وزاد المعاد (١/ ٤٩٥ - ٤٩٦).
فائدة: تعقَّب الحافظ ابنُ حجر ابنَ تيمية في هذه الزيادة "ولا يرقون" في الفتح (١١/ ٤٠٨ - ٤٠٩)، وأجاب عن هذه التعقبات الشيخ سليمان بن عبد اللَّه آل الشيخ في تيسير العزيز الحميد ص (٨٤ - ٨٥).
(٢) لعله من سعيد بن منصور، فقد خالفه جماعة فلم يذكروا هذه اللفظة عن هشيم، منهم:
- سريج بن النعمان عند أحمد (١/ ٢٧١).
- وشجاع بن مخلد الفلاس عند عبد اللَّه في زوائده على المسند (١/ ٢٧١).
- ومحمد بن الصباح عند أبي نعيم في مستخرجه برقم (٥٢٦).
- وأُسيد بن زيد عند البخاري برقم (٦١٧٥).
- وزكريا بن يحيى زحمويه عند البيهقي في شعب الإيمان رقم (١١٢٢).
- ومحمد بن عبيد القرشي عند ابن أبي الدنيا في التوكل رقم (٣٩).
ورواه شعبة وحصين بن نمير ومحمد بن فضيل وعبثر بن القاسم كلهم عن حصين بن عبد الرحمن به ولم يذكروا هذه اللفظة.
وجاء الحديث بدون هذه الزيادة "ولا يرقون" عن غير واحدٍ منهم:
عمران بن حصين عند مسلم رقم (٣٧١ و ٣٧٢) وغيره.
وابن مسعود وسيأتي قريبًا.
وهذا يؤيد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بأنَّها غلط.