للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يدخل الجنَّة من أمتي سبعون ألفًا". قالوا: زدنا يا رسول اللَّه قال: لكلِّ رجلٍ سبعون ألفًا". قالوا: زدْنا يا رسول اللَّه وكان على كثيب فحثا بيده، قالوا: زدنا يا رسول اللَّه (١) فقال: هكذا وحثا بيده، قالوا: يا نبي اللَّهِ، أبعدَ اللَّه من دخل النَّار بعد هذا" (٢) .

قال محمد بن عبد الواحد: "لا أعلمه رُويَ عن أنس إلَّا بهذا الطريق، وسئل يحيى بن معين عن عبد القاهر فقال: صالح".

وأصحاب هذه الحثيات هم الَّذين وقعوا في قبضته الأولى سبحانه يوم القبضتين (٣) .

فإنْ قيل: فكيف كانوا أوَّلًا قبضة واحدة، ثمَّ صاروا ثلاث حثيات


(١) من قوله "قال: لكل رجل. . . " إلى "اللَّه" من مسند أبي يعلى.
(٢) أخرجه أبو يعلى في مسنده (٦/ ٤١٧) رقم (٣٧٨٣).
وهذا الحديثُ منكر، تفرَّد به عبد القاهر بن السَّري السلمي وكان ضريرًا، قال فيه ابن معين: صالح، وقال أيضًا: لم يكن به بأس، وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث.
انظر: تهذيب الكمال (١٨/ ٢٣٣ - ٢٣٤).
(٣) لعلَّه يشيرُ إلى ما أخرجهُ أحمد في المسند (٤/ ١٧٦ - ١٧٧) من طريق أبي نضرة أنَّ رجلًا من أصحاب النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُقال له: أبو عبد اللَّهِ وذكر قصة احتضاره، وفيه "ولكنِّي سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إنَّ اللَّهَ قبض بيمينه قبضة، وأُخرى باليد الأُخرى، وقال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أُبالي".
وسنده صحيح.
قال الهيثمي: "ورجاله ثقات" مجمع الزوائد (٧/ ١٨٥).
قال العقيلي: "وقد روي في القبضتين أحاديث بأسانيد صالحة".