للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويكونون في ذلك على حسب منازلهم في القِلَّة والكثرة كالخدمِ والولدان.

وإمَّا أنْ يُرادَ أنَّه يعطى قوَّة من يُجامع هذا العدد، ويكون هذا هو المحفوظ، فرواهُ بعض هؤلاء بالمعنى فقال: له كذا وكذا زوجة.

وقد روى الترمذي في "جامعه" من حديث قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يُعطى المؤمنُ في الجنَّة قوَّة كذا وكذا من الجماع، قيل: يا رسول اللَّهِ أوَ يطيقُ ذلك؟ قال: يعطى قوَّة مئة" (١) هذا حديث صحيح، فلعلَّ من رواهُ "يفضي إلى مئة عذراء" (٢) رواهُ بالمعنى أو يكون تفاوتهم في عدد النساء بحسب تفاوتهم في الدرجات، واللَّه أعلم.

ولا ريبَ أنَّ للمؤمن في الجنَّة أكثر من اثنتين، لِمَا في "الصحيحين" (٣) ، من حديث أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد اللَّه


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٣٦)، والطيالسي في مسنده (٢١٢٥)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة (٢٧٥)، وابن حبان (٧٤٠٠)، والبزار في مسنده (٤/ ١٩٨) رقم (٣٥٢٦)، والبيهقي في البعثِ رقم (٤٠٢).
من طريقِ عمران القطان عن قتادة عن أنس فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلَّا من حديث عمران القطان".
وقد تقدَّم في ص (٣٩٦) في حديث زيد بن أرقم ". . . إنَّ أحدهم ليُعْطى قوَّة مائة رجلٍ في الأكلِ والشرب والجماع والشهوة. . "
(٢) كما تقدم في ص (٥٠٣)، من حديث ابن عباس.
(٣) تقدم في الباب (٥١) في ص (٤٥٣ - ٤٥٤).