للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتَّى تناولتُ منها قطفًا فقصُرتْ يدي عنه، وعُرِضَتْ عليَّ النَّارُ، فرأيتُ فيها امرأةً من بني إسرائيل تُعَذَّبُ في هِرَّةٍ لها" وذكر الحديث.

وفي "صحيح مسلم" (١) عنه في هذا الحديث: "ما من شيء تُوْعَدُوْنَهُ إلَّا قد رأيتُه في صلاتي هذه، لقد جيء بالنَّارِ، وذلك حين رأيتموني تأخرتُ مخافةَ أنْ يصيبني من لَفْحِها، وحتَّى رأيتُ فيها صاحب المِحْجَنِ يجرُّ قُصْبَه في النَّارِ، وكان يسرقُ الحاجَ بِمِحْجَنِه، فإنْ فُطِنَ له قال: إنَّما تَعَلَّقَ بمحجني، وإنْ غُفِل عنه ذهب به، وحتَّى رأيتُ فيها صاحبة الهِرَّة التي ربطتها؛ فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتَّى ماتت جوعًا، ثمَّ جيء بالجنَّة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتَّى قمت في مقامي، ولقد مددتُ يدي -وأنا أريدُ أنْ أتناولَ من ثمرها لتنظروا إليه- ثمَّ بدا لي أنْ لا أفعل، فما من شيءٍ توعدونه إلَّا قد رأيته في صلاتي هذه".

وفي "مسند الإمام أحمد" و"سنن أبي داود" و"النسائي" من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما في هذه القصة: "والَّذي نفسُ محمدٍ بيده لقد أُدْنِيَت الجنَّةُ مِنِّي، حتَّى لو بَسَطْتُ يدي لتعاطيتُ من قطوفها، ولقد أُدْنِيت النَّارُ منِّي حتَّى لقد جعلتُ أتَّقِيْها خشيةَ أنْ تغشاكم" وذكر الحديث (٢) .


(١) رقم (٩٠٤) - (١٠).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ١٨٨ و ١٩٨)، وأبو داود رقم (١١٩٤)، والترمذي في الشمائل رقم (٣٢٤)، والنسائي (٣/ ١٣٧) رقم (١٤٨٢) واللفظ له، وابن خزيمة في صحيحه رقم (١٣٩٢ و ١٣٩٣)، وابن حبان في صحيحه =