للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واستفتح بمفاتح العلم ابوابه وخاض بحاره وقطع غماره، ووضحت له سبله ومناره، واستمسك من العرى بأوثقها من الحبال بأمتنها، كشاف غمرات، فراج مبهمات مصباح ظلمات دافع معضلات (١) دليل مشكلات، لا يدع مطلبا للخير الا امه ولا مظنة الا قصدها.

ومن كلامه رضى الله عنه

"حق المسلم على المسلم سبع خصال: يسلم عليه اذا لقيه، ويجيبه اذا دعاه، ويشيع جنازته اذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها، والمواساة في ماله - (٢) ".

اخبرنا محمد قال حدثنا العكلى عن ابن عائشة عن حماد عن حميد عن أنس بن مالك قال: اقبل يهودى بعد وفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخل المسجد فقال: اين وصي رسول الله صلى الله عليه ووآله وسلم فأشار القوم إلى ابى بكر، فوقف عليه فقال: اريد أن اسألك عن أشياء لا يعلمها الا نبى او وصى نبى، قال ابو بكر: سل عما بدا لك؟ قال اليهودى: اخبرنى عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله، فقال ابو بكر: هذه مسائل الزنادقة يا يهود، وهم ابو بكر والمسلمون رضي الله عنهم باليهودى، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما انصفتم الرجل، فقال ابو بكر: أما سمعت ما تكلم به، فقال ابن عباس: ان كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به الى على رضى الله عنه يجيبه، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلى بن ابى طالب: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، قال فقام ابو بكر ومن حضره حتى اتوا على على بن ابى طالب فاستأذنوا عليه فقال ابو بكر: يا ابا الحسن إن هذا اليهودى سألنى مسائل الزنادقة فقال على: ما تقول يا يهودى؟ قال:


(١) وفى هامش نسخة آكسفورد: موضع معضلات، أما في نسخة المتحف في الموضعين: مضلات.
(٢) سقط من نسخة آكسفورد ما بين العكفين وقد سبق.

<<  <   >  >>