للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الفساد وتنهى عن الفحشاء والأدناس، خير المودة تعاطف القلوب وائتلاف الارواح وحنين النفوس الى مياثة السرائر والاسترواح للمسكنات في الغرائز ووحشة الأشخاص عند تباين اللقاء، وظهور السرور بكثرة التزاور، على حسب مشاكلة الجواهر يكون الاتفاق في الخصال، العتاب حدائق المتحابين وثمار الأوداء ودليل الصبر والصفاء وحركات الشوق ومستراح الوجد ولسان الاشفاق.

وقال: التجنى رسول القطيعة وداعى القلى وسبب السلوان وأول التجافى ومنزل التهاجر.

وقال آخر: اجعل الحلم عدة للسفيه وجنة من ابتهاج الحاسد فانك لم تقابل سفيها بالاعراض عنه والاستخفاف بعقله الا اذللته في نفسه وسلطت عليه الانتصار من غيرك وإذا كافأته بمثل ما لك (١) وزنت قدره بقدرك ولم تنصر عليه، العجلة مكسبة للمذلة وزمام الى الفدامة وسلب للمروءة ومرارة لأهل الحجى ودليل على ضعف العقدة ومنفرة لأهل الثقة، والجود خلة آثرت عذوبة الثناء على لذة المال فهو من امهات المحاسن، ومن الكرم بسبيل خاصة وبمكان رفيع من القلوب، ليس من جهل الناس بقدر الفضل قصروا عنه ولكن من استثقال فرائضه حادوا عن التمسك به وهم على تبجيل اهله مجتمعون.

[باب آخر]

اقبح عمل المقتدرين سرعة الانتقام، من ضاق قلبه اتسع لسانه، ما حار من استخار ولا ندم من استشار (٢)، اذا قدم الاخاء سمج الثناء.

قال: واعتذر بعض البلغاء إلى بعض الأمراء فقال: ان دالتى عليك وإن كانت احاطت بحرمتى فان فضلك يحيط بهما وكرمك يوفى عليهما


(١) بهامش نسخة المتحف "ما آتى" مع علامة صح.
(٢) وقد تقدم قريبا.

<<  <   >  >>