للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ كنتُ معتقداً هواكمْ مِلَّةً ... فلقدْ تلوتُ بمدحكُمْ قُرآنا

كيف السبيلُ لشكرِمَا أوْليْتَنَا ... ونَدَاكَ أفحم من أعدَّ لسانا

حَمّلتنا ثمرَ الأيادي مُفْضَلاً ... أشْفِقْ فقدْ أثقَلْتنا أَغْصانا

أمْطرْتَنا سُحْبَ المكارم ثرَّةً ... أمْسِكْ فقد خوَّفْتَنا الطُّوفانا

لا صُبْحَ أشْرَق منْ جبينِكَ في وغىً ... قد حيَّرتْ في ليلها الأجْفابا

أحيانُ تصدُرُ عنْ أعاديكَ الظبا ... وِِرْداً وَقَدْ أوْرَدْتها سَوْسانا

في مجلسٍ أَجْريتَ فيه دماءَهم ... راحاً جعلتَ لها القنا رَيْحانا

ياأيُّها الملكُ الذي عهدي به ... منْ كان ظمآنَاً إلى ظمآنا

مالِي يُعَطِّلُني زماني بَعْدَما ... حلَّيْتُ فيه بمدحكَ الأزْمانا

إنِّي تجِرْتُ ورَأْسُ مالي حُبُّكم ... أيَحِلُّ لي أَنْ أشْتَكى خُسْرانا

بَدِّدْ دُجى ليلي بأَقْمارِ النَّدى ... فلقدْ بقِيتُ بليلها حيرانا

وامنُنْ بِتَسْريحي وصكٍّ يَقْتَضي ... بُرْئي ونُصْحي للزَّمانِ أمانا

واقْبَلْ إليكَ جوادَ شكري مُسْرَجاً ... إنْ أنتَ أعددتَ النَّدى ميدانا

لوكان أحْراراً عداؤكَ موئلي ... لدَعوتُ أنْ تَسْتاقَهُمْ عُبْدانا

لكِنْ هوى بهمُ الضَّلالُ وأَصْبَحَتْ ... هاماتُهُم لسيُوفِكمْ أَجْبانا

قال أبو إسحاق:

نَكْتَفي بهذا القصيد الفريد الزّاهي، على نكتَة الخطبة، ودُرَّةِ التاج، ووسْطى العُقود. والمنظومُ في هذا

المعنى كثير الأنواع والضروب، ومنه المُتَعارَفُ المعاني والقصيُّ الغريب، وأبو بكر بن عمار

مشهور في أكابر الأدباء، وأعلام الشعراء، مديدُ الباعِ، كثيرُ الانْطباع.

<<  <  ج: ص:  >  >>