للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعاع، كما التقى الكوكبانِ، واقترن النيران كما حاصر الريحُ الضَّيْغَم، وهاصَر النسيم الغصنَ المنَعَّم:

كما راقَ فوقَ المِعْطَفِ الصارِمِ العضبُ ... كما التفَّتِ الصهْباءُ والبارِدُ العذْبُ

بل كما فاوت القداح، ونُظم الوشاح، واعتلقَ الروضُ عبَقه، واعتَنَقَ شنٌّ طَبَقَه، فحَبَّذا النسبُ، شابكهُ

الصِّهر والحسبُ، عانده التقي البَرُّ على حين جرتِ الأيامِن، واكتنفَ الحرمَ الآمن، فبالبنين والرَّفاء،

والنعيم والصفاء، والثروة والنماء، والعزَّة القعساء الشماء، وعلى الموافقة والوفاق، والدوامِ والاتفاقِ،

والحظُوظ والحدود، والبسطاط الممدودِ، وتتابُعِ البُشرى بالفارس المولود، ومالي تأوَّدْت أعْطافاً،

وتأنَّقْتُ أوْصافاً، وتهللتُ جَذَلاً، وبسطتُ في الدعاء مَذَلاً. أَهَنَّاني الأربُ؟ أم صفا لي المشرب؟ وقد

غبتُ عن اليوم المشهود، وما عَلِمت الإذن للوفود. ولم أقم في السماط، سافراً عن وجه الاغتباط،

أتلقى الدَّالِجَ بمبرورِ التحية، وأبدي الخارج بحكم السرور والأريحيَّة، وأتَخَدَّمُ وقْعَ الوحي والإيماء،

وأتقدَّم منَ المُصافاةِ والمُوالاةِ في الغفير الجمَّاء. كلاّ، ولا شهدتُ ليلة الزفاف، وما حَلَّتْ من محاسنها

الأفواف، حيث دارت المنى سلاماً، وصارت العلا دوحة ألفافاً، وأبدى رَوْنَقَ السيف حلاء، وأبرز

عقيلة الحي هِداءً. هنالِكَ جلَّتِ النَّعماء، ونهلتِ الأظْماءُ. فيالهُ منظراً، ووعداً مُنْتَظراً، لو ناجيتهُ منْ

كثب، وَكَرَعْتُ منه في المنهل الأعذب، ولَنعمَ ما

<<  <  ج: ص:  >  >>