للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مُنِحَ ذلكَ الموكبُ لماسح أهْداها جُمَلاً، فكَأنَّما أَسْداها

أملاً، أثْلَجَ الفُؤاد، وأورى الزناد، وأحقبَ المراد، وفاء بالنفس أوكاد، وقلَّتْ عنْ قراهُ، نفسٌ جندلت

يسراه، وأوجب لذكراه، وقد كان من الحقِّ أن أهاجر، وأَعْصِيَ الناهي والزاجر، فأرْقى جواراً،

وأُشْفى بالمحاضرة أُواراً، ولكنها الأيام تزع، ويغيرما أودُّ تقع، فأبْسُطُ عُذراً، وإني لك ذخراً، وطبْ

مدى الدهر خَبَراً وخُبْراً، وتملَّكْها منه أيادي غرّا. والسلامُ.

وكتب بعض الأدباء عن أمير زفَّ ابنته إلى صهره:

قد انتظَمْنا انتظام السلكِ، وصَرَّحنا عن مشارِبِ الحال الجامعة لنا قذاه كلَّ إفْكٍ وشكٍّ، وظهر الحقَُّ

المبينُ من الميْنِ، (وتبيَّنَ الصُّبح لذي عينين)، وأنفَذَتِ الهديةالمُقْتَضاة محفوفةً بالحرم والمحارمِ،

مكنوفة بالكرائم، تمَّ بالأعلامِ الأكارمِ. وأنا أسألُ الله في متوجهها ومُنْقَلَبِها الرِّعايةَ الموصولة بك،

والكفاية المعهودة منك، حتى يفئ عليها ظلُّكَ، وَيَبُوءَ بها مثوى الحماية مَحَلَُكَ، ويحميها حرْزُكَ

ومكانُك، ويأويها عزُّك وسلطانُك، ثم حسبي عليها كرمُكَ وكَنَفُكَ، وخليفتي عليها برُّكَ ولُطْفُكَ. فهي

الآن ملكُكَ، وأنت الكريمُ المُسْجِح، وبضاعة متجري وأنت المربح المنجح، والله يُبقيكَ ويُعْليكَ، وتَشُدُّ

قبْضَتُكَ على رقابِ أمانيكَ وأراجيك. ذخر الأبد، وعِمادَ الأهل والولد، وعندَكَ ثمرةُ النفسِ وفلذةُ الكبد.

فارَقْتَها عنْ شدَّةِ ضَنَانَة، وأسْلمتها بعد طول صيانة، وما زُفَّتْ إلا إلى كريمٍ يحملها محمل الأمانة،

ويقضي فيها الديانة، ويرعى لها حق انقطاعها عن أهلها، واغتِرابِها عنْ ملائها ومنْشئِها. وهو حكمُ

الله الواجب، وقدره الغالب،

<<  <  ج: ص:  >  >>