للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أنتم أناسٌ بأياديكمُ ... يستغفرُ الدهرُ إذا أذنبا

إذا جنى الدهرُ على أهله ... وزاد في عِدّتكم أعتَبا

وأخذ معنى أول هذه الأبيات بعضهم فقال:

شمس الضُّحَى قُرنتْ إلى بَدْرِ الدُّجى ... حتَّى إذا اجتمعا أتَتْ بالمشتري

قال: ولَمَّا قدم أبو القاسم الهوزني من الحَضْرَة بعد النَّبْوة التي خَلَصَتْ إلى غَرْبه، والروعة التي

كادت تذهب بِرُوحه وسِرْبه، كتب إليه أبو القاسم بن الجد برقعة يُهَنِّيه فيها بالعافية، وبنعم الله التي

أثوابُها عليه سَابِغَةٌ ضافية:

وَكَمْنِعْمَةٍ لا يُسْتَقَلُّ بشُكْرِها ... إلى اللَّه في طَيِّ المكارهِ كامِنَهْ

قد يُجْتَنى - أعزَّكَ الله - من شجرةِ المساءةِ ثمْرُ المَسَرَّة، ويُجْتَلى وجْه المحبوب غِبَّ المكروهِ

مُشرقَ الأسرَّة، وربما تهجَّمَ القدرُ وضميرهُ مُبْتَسم، وتصَلَّب الزمنُ وعهدهُ مُحْتَشمُ؛ وإنَّما يُنظرُ إلى

مواقع الأقدار في الإصْدارِ، وتُحمدُ مجاري الأعمال عند المآل. وفي هذه المُقدمة دلالةٌ على النَّبْوةِ

التي ما اعتكرَ جُنْحُها، إلاريثما وضح صُبْحُها، ولا نَعَبَ بالبعد غُرابُها، حتى التَفَتَ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>