للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقابل جُوعَهُم بمُكلَّلاتٍ ... منَ الفُرْنِيِّ يَرْعَبُها الجميلُ

والنِّجافُ واحدتها نَجَفَة، وهي تكون في بطنِ الوادي شِبْهِ جدارٍ ليسَ بحدٍّ عريض.

رجع

وكتب بعض الأدباء إلى صديق له قدم من سفر:

طَلَعْتَ طُلُوعَ البَدْرِ بعدَ مُحَاقِهِ ... وأُبْتَ كما آبَ الرَّبيعُ المُزايِلُ

وَرَدَنِي، أطال الله بقاء عمادي الأعظم، وملاذي الأعصم، كتابه الأكرم، يُبَشِّرُ بِقُدومِهِ، وتَطلُّعِ المجْدِ

منْ رُسومِهِ، فجَذَبَ الزَّهو عِطفي، وجادَ صوبَ النعمة والمَسَرَّة رَبْعِي وكهفي، وجاذبَتْني النفسُ إليهِ

عِناقَ السباقِ، واسْتَخَفَّني الطَّرَبُ والجذلُ حتى كِدْتُ أطيرُ بجَناحِ الاشتياق، وحُقَّ لمن أرهفْتَ طبعه

وغربَهُ، وأمَّنْتَ بِمُحَامَاتِكَ سرْبَه، وكنتَ شرْقَ طرْفِه إذا نظرَ وغرْبَه، أنْ يحُلَّ إلى لُقْياكَ، ويهيمَ

بعُلاك، ولا يَسْتَقرَّ حتى يجْمَعَه وإيَّاكَ أرضٌ، ويتمَكَّنَ لهُ منْ قضاء حقكَ فرْض. ولولا أنِّي قدْ وردْتُ

منَ السَّاقة على اختلالٍ قدْ أخذتُ في سَدِّهِ ورَمِّه، وانتشار قد شرعتْ يدي في جَمْعِهِ وضمِّه، لأعْمَلْتُ

إليك ركابي، قبل كتابي، ولقدَّمْتُ إعْمالَ قدمي، وأخْفيتُ شَبَاةَ قلمي، وعنْدَما أفْرغُ من حالي ومُعاناتها،

ونَسْتَطِبُّ - إن شاء الله - منْ سدِّ خَلاَّتِها، أنقضُّ إلى ذلكَ الأفقِ انقضاضَ الأجْدَل، وأرْكَبُ صهوةَ

العجَلِ. والله تعالى يُعَرِّفُكَ يُمْنَ مَقْدمِك، ويُورِدُ الإخوانَ مشارِع كرَمِك، بمَنِّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>