للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

في ديوان المسلمين رسمها، مجلس أنس في (المنية) المتناهية في البهاء والإشراق،

الجامعة لمحاسن (اليمن) و (العراق) التي تتفجر أبدا وتقطر، وتكاد من الغضارة تمطر، والقادر بالله

قد التحف بالوقار، وَارتداَه، وحكم العقار في جوده ونداه، والدولاب يئن كناقة اثر الحُوار، أو كَثكْلى

مِنْ حَرِّ الأُوار، والمجلسُ قد راق في أعين الناظرين، ونغماتُ العود والقيان تَنْحَرُ السَّامعين، فكأنه

لحُسْنِهِ الشمس في الحَمَلِ، وأَهله قَد ابتهجوا بِنَيْلِ الأَمل، والجَوُّ قد عنبرته أنواره، والروضُ قد ذهبته

أنداؤه. والأسْدُ قد فغرت أَفْوَاهَهَا، ومجَّتْ أََمْوَاهَهَا. فقال: أبو محمد مرتجلا:

يا منظراً إِنْ رَمَقْتُ بَهْجَتَهُ ... أَذْكَرَنيِ حُسْنَ جنَّةِ الخلْدِ

تُرْبَةُ مسكٍ وَجَوُّ عَنْبرَةٍ ... وَغَيْمُ ندٍّ وطشُّ ما وردِ

وَالماءُ كاللاَّزَوَرد قد نُظِمَتْ ... فيِه اللآلي فواغِرَ الأُسدِ

كَأَنما جَائِلُ الحبابِ بِهِ ... يَلعَبُ في حافَتَيْهِ بالنرْدِ

تراهُ يُزْهَى إِذا يَحِلُّ به ال ... قادرُ زَهْوَ الفتاةِ بالعقدِ

تَخَالُهُ إَنْ بَدا لِناظِرِهِ ... بَدْراً بداَ فِي مطالع السَّعْدِ

كأَنَّما أُلبِسَتْ حَدائِقُه ... ما حَازَ مِنْ شيمَةٍ وَمِنْ مجدِ

كَأنّمَا جادَها فَرَوَّضهاَ ... بنائلٍ من يمينه رغْدِ

الرَّغْْدُ، النَّفْعُ الواسِعُ الكثير، الذي ليس فيه تعب ولا عناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>