للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعِزُّ عَلَيْنَا أَنْ يُقَصِّرَ بالعلاَ ... زَمَانٌ وَمَازَالَ الزَّمَانُ يُقَصِّرُ

عَجِبْتُ لِدَهْرٍ غَضَّ منكَ سَفَاهةً ... لَقَدْ غَضَّ من عَيْنٍ بهَا كَان يُبْصِرُ

فأجابه أبو عبد الله بقوله:

أَيَا شَائِقِي ملءَ الضُّلُوع ودونَهُ ... مها ويمدُّ الخَطْوَ فيها فَيَقْصرُ

ويَا عضُدي عند المُليمِ ونَاصِري ... عَلى نُوَبِ الدُّنيَا ومثلك يَنْصُرُ

بصرت بحالي مُنْعَماً وَمَنِ الذي ... يُحِسُّ بأَحْوَالِ الصديق ويبصِرُ

شَمَائلُ تُكْنِي عن إعانتك التي ... تَناَهى بها في الطِّيب خِيمٌ وَعُنْصُرُ

ستقدم من شكري عليكَ عقيلةٌ ... سِوَى مجدها يُحْصَى الثَّنَاء ويحصُر

يتيمةُ نظمٍ لا تزال بحُسنها ... تَوارثها بعدي بلادٌ وأَعْصُرُ

وكتب إلى بعض إخوانه:

خَليلي أبا بكر فهَلْ تَمَّ حيلةٌ ... يكون إليها في نَواكَ رُجُوعي

سَيُخبرك السلوان أني رُمته ... فحال اشتياقي دونه ونزوعي

ولو كنت في غير الضلوع مخيما ... عذرت على هذا الحنين ضلوعي

وكتب أبو محمد بن القبطورنة أيضا إلى أبي الحسين بن سراج (بقرطبة) وجماعة من إخوانه:

يا سيِّدي وأبي هُدىً وجَلالَةً ... ورَسولَ وِدِّي إن طلبتُ رسولاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>