للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مُتَماوتين، وكانوا يتناشدون الشعر في مجالسهم، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أُريدَأحدٌ منهم على شيء من أَمْر دينه

دارت حماليقُ عينيه كأنه مجنون.

ومثل هذا ما روى حماد بن عبد الرحمن عن الحسن أنه قيل له: أَكانَ أصحابُ رسول الله صلى الله

عليه وسلم يمزحون؟ قال: نعم، ويتقارضون، أي يقولون الشعر، وهو القريضُ، ومنه قول عبيد بن

الأبرص حين استنشده النعمان قصيدته، وهو قد أمر بقتله فقال: (حال الجَريضُ دون القريض).

وقال أبو زيد يقال: فلان يُقَرِّضُ فلاناً تَقْريضه، إذا مَدَحه أو ذمَّه، وهما يتَقارضان الخير والشر،

وفلان يُقَرِّضُ صاحبه إذا مَدَحَه. وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن معدي كرب حين أثنى على سعدٍ:

لَشدَّ ما تَقَارضْتُما الثَّنَاء.

وعن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: مرَّ عمر بحسان بن ثابث، وهو ينشد

الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال له: قد كنت أُنْشِدُ فيه، وفيه مَنْ هُوَ خَيْرٌ منك، يعني رسول الله

صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>