للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَثبت في المعرفةِ المؤنَّثة قوله تعالى: {فإذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} فأثبت التَّنوين مع التَّعريف والتأنيث، وكذلك قولهم: ((هذه عرفاتٌ مُباركاً فيها))، فنَصبوا عنها الحال، وهي لا تَنتصبُ عن النكرةِ، وتأنيثها ظاهرٌ، وأمَّا تعريفها فظاهرٌ أيضاً، فإنّ الألفَ واللاَّمَ لا يدخلان عليها، فلا يُقال: ((العرفاتُ))، وإذا ثَبَتَ هذان الوَصفان لم يكن التَّنوينُ دلالة الصّرف، لأنَّه إنَّما يكون كذلك في النَّكرة. فإن قيل: لا يصحُّ القياس على ((خِلَفْنَةٍ)) لأنَّ النُّون هنا في حَشو الكلمةِ، وأنَّها تَثبتُ في كلِّ حالٍ، والتَّنوينُ في ((مسلمات)) لَيستْ كذلك، وأمَّا ثُبوتها في ((عرفاتٍ)) ونَحوها، فهي زائدةٌ لا للصَّرف، ولا للمُقابلة، كما زيدت في قول الشاعر:

سَلاَمُ اللَّهِ يَا مَطَرٌ عَلَيْهَا ... وَلَيْسَ عَلَيْكَ يَا مَطَرُ اَلْسَّلاَمُ

<<  <   >  >>