للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرة، وولي التدريس بالمستنصرية ببغداد، ثم ولي "استاذ دارية" دار الخلافة في أيام المستعصم، واستمر إلى أن قتله التتار شهيدا، صبرا، هو وأولاده الثلاثة، يوم دخول هولاكو بغداد، بظاهر سور كلواذا. ومما يذكر عن سفاراته إلى ملوك الأطراف، أن الخليفة المستنصر انفذه في رسالة إلى حلب سنة ٦٣٤ هـ، فمات ملكها أحمد بن صلاح الدين الأيوبي، وإلى الروم، فمات سلطانهم، وإلى الملك الأشرف موسى بن محمد (٦٣٥ هـ) فمات، وإلى أخيه الملك العادل محمد، فتوفي، وتشاءم الناس من قدومه إليهم، حتى قال أبو القاسم السنجاري: قل للخليفة رفقا ... لك البقاء الطويل أرسلت فيهم رسولا ... سفيره عزرئيل قال الذهبي: "كان إماما كبيرا، وصدرا معظما، عارفا بالمذهب، كثير المحفوظ، ذا سمت ووقار، درس وأفتى وصنف، وأما رياسته وعقله، فينقل بالتواتر، حتى إن الملك الكامل - مع عظم سلطانه - قال: كل أحد يعوزه زيادة عقل إلا محيي الدين ابن الجوزي، فإنه يعوزه