للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول الخلفاء الراشدين، وأول من آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرجال، فكتب له أن يكون ثأني اثنين حين يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أول الاثنين، فكان ثاني اثنين في الإسلام، وثاني اثنين في غار الهجرة، وثاني اثنين في الظلة التي آوى إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وثاني اثنين في كل وقعة من المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين والمشركين. ولد بمكة، ونشأ سيدا من سادات قريش وأشراف العرب، وغنيا من كبار موسريهم، وعالما بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها. وكان أليفا، ودودا، حسن المعاشرة، متواضعا، لين الجانب، لم يتعال على أحد في الجاهلية والإسلام. ثم كانت له في عصر النبوة مواقف كبيرة، فشهد الحروب، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال - وحج بالمسلمين في السنة التاسعة نيابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمهم في الصلاة في أثناء مرضه. وبويع بالخلافة بعد انتقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى سنة ١١ هـ، فشيع بنفسه جيش أسامة بن زيد إلى قضاعة بالشام، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جهزه قبل موته. وحارب المرتدين والممتنعين من دفع الزكاة، وأبلى في ذلك بلاء حسنا. ثم وجه الجيوش لفتح العراق والشام، واتفق له قواد أمناء كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبي عبيدة بن الجراح، والمثنى بن حارثة. قيل سمي "الصديق" في الجاهلية، وقيل لأنه صدق