للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل إلى بني إسرائيل وقال: هذا واللَّه التائب الصادق المخلص. ثم قال: يا نبي اللَّه قد علم اللَّه "عز وجل مني" لمغفرة ذنب من ذنوبي "هؤلاء" أحب إلي من ملء الأرض ذهبا فكيف يظن هؤلاء أني أبخل عليهم وعلى نفسي؟ بما أرجو به المغفرة لذنوبي وذنوبهم ولكني جزيتهم رحمة لهم وشفقة عليهم، وقد جعلته للَّه تعالى.

فأقبلوا على عمل بيت المقدس، وباشر داود العمل بنفسه، وجعل ينقل الحجر على عاتقه، ويصنعه بيده "في مواضعه" ومعه أحبار بني إسرائيل، والسبب في بناء داود -عليه السلام- بيت المقدس ما رواه ابن إسحاق أن اللَّه تعالى أوحى إلى داود -عليه السلام- لما كثر طغيان بني إسرائيل: (إني أقسمت بعزتي لأبتلينهم بالقحط سنين أو أسلطن عليهم العدو شهرين أو الطاعون ثلاثة أيام. قال: فجمعهم داود، وخيرهم بين إحدى الثلاث فقالوا له: أنت نبينا وأنت أنظر لنا من أنفسنا. فاختر لنا فقال: أما الجوع فإنه "بلاء" فاضح لا يصبر عليه أحد، وأما العدو والموت فإني أخيركم إن أخذت تسليط" العدو فإنه لا يبقي لكم والموت بيد اللَّه -تعالى- تموتون بآجالكم في

بيوتكم ففوضوا "كل ذلك" إلى اللَّه تعالى فهو أرحم بكم فاختار لهم الطاعون وأمرهم أن يتجهزوا ويلبسوا أكفانهم ويخرجوا نساءهم وأموالهم وأولادهم وهم خلفهم على الصخرة والصعيد الذي بني عليه بيت المقدس وهو يومئذ صعيد واحد ففعلوا ثم نادى يا رب أنت أمرتنا بالصدقة وأنت تحب المتصدقين فتصدق علينا برحمتك.

اللهم إنك أمرتنا بعتق الرقاب فنسألك

<<  <  ج: ص:  >  >>