للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسير الخطايا عند بابك واقف ... له عن طريق الحق قلب مخالف إلى غير ذلك من الأبيات التي تعد مفاتح لكل مجلس. وهي جميعا، بالإضافة إلى محتوى المجلس عبارة عن اعترافات مذنب أمام الله مستشفعا بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، طالبا الرحمة والغفران (١).

وهكذا يكون الشيخ بركات القسنطيني أحد علماء الصوفية الذين أنجبتهم الجزائر خلال القرن التاسع والذين انتشروا فيها شرقا وغربا يدعون إلى قرب نهاية العالم ويطلبون النجاة من شرور زمانهم ومجتمعهم وقد ساعدوا بذلك على الضعف السياسي والانحلال الاجتماعي والتخلف الفكري الذي ما زالت بلادهم تعاني منه.

١٠ - أبو عصيدة البجائي:

ورغم اهتمام أحمد أبي عصيدة بالأدب الصرف والشعر فإنه قد انجرف في تيار التصوف أيضا. فقد خصص فصول كتابه (أنس الغريب وروض الأديب) لهذا العلم. أما مقدمته فقد خصصها للحديث عن أخباره هو وأخبار صديقه المشدالي، كما سبق (٢). ولذلك قال: (وأما باقي الكتاب وسائر الأبواب ففي ذكر التبتل في العبادات وأسرار الطاعات). والمريد في نظره يحتاج، بعد قيامه بالفرائض والسنن، إلى صلوات النوافل والأدعية والأذكار، ذلك أن (الدعاء حصن الله الحصين وحرزه المنيع المتين) وقد ضمن كتابه مناقب شيوخ التصوف وآدابهم وعقائدهم، ونحو ذلك. ويظهر أن أبا عصيدة الأديب قد تغلب على المتصوف. فقد حلى كتابه بالحكايات والنوادر والفوائد والأشعار والسير والأخبار والمدائح النبوية. فهو إذن كتاب أدب وتصوف.

ولعل ذلك يتضح أكثر من مراجع الكتاب. فقد عاد مؤلفه إلى العديد


(١) في النسخة التي اطلعنا عليها في هذا الكتاب نقص في بعض المجالس. وهي تقع في ٢٥ ورقة متوسطة الحجم.
(٢) انظر فقرة الأدب من هذا الفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>