للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في هذه الولاية ثمانية مراكز على المفتش أن يزورها سنويا وأن يقدم بشأنها تقريرا إلى الحاكم العام. وفي هذه التقارير وصف للمعلم (المدرس) وتعليمه وطريقته وتلاميذه وتأثيره الخ. ثم اقتراحات وتوصيات بالتبديل أو العزل أو بالترقية وما إلى ذلك، وهذه المراكز هي: وهران، وتلمسان، ومستغانم، وسيدي بلعباس، ومعسكر، ومازونة، وندرومة، بالإضافة إلى جيرفيل في المنطقة العسكرية. ولننظر إليها مركزا مركزا، مبتدئين بوهران (١).

١ - وهران: مدرس الجامع الكبير فيها سنة ١٩٠٥ هو الشيخ حريزي سي الحبيب البخاري. وكان عندئذ طاعنا في السن، عمره ٧٥ سنة تقريبا، حسب التقرير، فيكون من مواليد سنة ١٨٣٠ تقريبا. وقد سمى في هذه المهنة سنة ١٨٦٨. ويقول التقرير أن المفتي الحالي لوهران (علي بن عبد الرحمن) هو الذي خلفه في التدريس. وكان راتب الشيخ حريزي ٩٥٥ ف. سنويا. ويقول بيل أنه عندما علم الشيخ بزيارته التفتيشية حضر درسه ليلا فلم يزد عند التفتيش على أن قرأ نصا في النحو من الآجرومية بصوت عال. ولذلك انتقد طريقته بشدة، واستمر في نقدها في مختلف التقارير مع التوصية بإحالته على التقاعد إلى أن تم ذلك سنة ١٩٠٧. ويقول بيل أن عدد تلاميذ الشيخ كانوا ثلاثة فقط. ونفهم من التقرير أن الشيخ كان أيضا يشتغل مساعدا في المحكمة براتب ١٧٥ ف. شهريا. ولذلك اقترح بيل أن الراتب الأخير يكفيه. ويدل هجوم بيل على طريقة الشيخ حريزي أن هذا الشيخ لم يدرس في المدارس الرسمية - الفرنسية.

وفي تقرير سنة ١٩٠٧ رجع بيل إلى نقد طريقة الشيخ حريزي واقترح


(١) في البداية كانت المراكز ثمانية بوجود مدرسين اثنين في تلمسان ولا وجود لمركز في مازونة. وفي تقريره سنة ١٩٠٧ اقترح ألفريد بيل إنشاء وظيفة مدرس في مازونة. فاستحدث فيما يبدو، بعد سنة ١٩١٢، لأن هذا المركز ظل إلى هذا التاريخ شاغرا وسنجده أيضا شاغرا سنة ١٩١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>