للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقريبا من كبار السن. ولاحظ عليه المفتش أنه كان متمكنا من الطريقة الإسلامية (العتيقة) في إلقاء الدروس. ونفهم من هذا أن الشيخ الصحراوي قد درس بطريقة حرة مثل الشيخ حمدان والشيخ ابن مرزوق، ربما في الزوايا (١).

وبناء على تقرير سان كالبر سنة ١٩٠٧ فإن عدد تلاميذ الشيخ الصحراوي بقي حوالي ٢٠ ولكن الذين حضروا ساعة التفتيش كانوا عشرة فقط. وأعمارهم بين ١٠ و ٤٧ سنة. ولاحظ المفتش أن المدرس الصحراوي له فكرة غامضة فقط عن مهمته وعن البرنامج الموكول إليه. وكان يدرس لتلاميذه النحو والفقه والحساب والتوحيد. وعمره ٥١ سنة. وهو متحمس لعمله، ولكن نجاحه ضعيف، ودرسه شفوي، فهو مثل زملائه لا يستعمل السبورة. وفي الامتحان الذي جرى في غشت سنة ١٩٠٣ في قسنطينة لاختيار المدرسين نجح الحاج الصحراوي، وسمى في نفس السنة مدرسا في ميلة، ثم في سطيف خلال يناير ١٩٠٥. وقد حاوله المفتش أن يعدل من وقته ومن برنامجه لكي يستفيد من دروسه في المسجد تلاميذ المدارس الابتدائية الفرنسية أيضا (٢).

ومع ذلك بقي الشيخ الصحراوي مدرسا في سطيف إلى حوالي ١٩١٧.

وقد ضاعت منا بعض التقارير الخاصة به، ولكن تقرير سنة ١٩١٣ يشير إلى أنه ما يزال في سطيف، وكان له حوالي ٢٢ تلميذا، بعضهم فقط من التعليم الابتدائي الفرنسي. وقد أبدى عليه المفتش ملاحظات في صالحه. وأوصى بزيادة راتبه هو وغيره لأن الرواتب غير كافية (٣). أما تقرير دورنون سنة ١٩٢٣ فيذكر أن الشيخ الصحراوي قد استخلف سنة ١٩١٧ وحل محله الشيخ معيزة، ولا ندري السبب، لضياع بعض الحلقات (٤).


(١) تقرير موتيلانسكي، سنة ١٩٠٥، مرجع سابق.
(٢) تقرير سان كالبر، ١٩٠٧، مرجع سابق.
(٣) تقرير سان كالبر، سنة ١٩١٣، مرجع سابق.
(٤) تقرير دوبرنون، سنة ١٩٢٣، مرجع سابق، ولا ننسى أثر الحرب العالمية على الشباب =

<<  <  ج: ص:  >  >>