للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرنسية حتى في هذه المدارس التي من المفروض فيها خدمة الدين الإسلامي والقضاء الإسلامي والتراث العربي. فقد أضيفت في السنة المذكورة مبادئ العلوم الطبيعية والفيزيائية وحفظ الصحة والتربية الأخلاقية والمدنية، وجميعها كانت تدرس باللغة الفرنسية. وبناء على إحصاء ذكره المستشرق بيل بالنسبة لمدرسة تلمسان (وهو الإحصاء نفسه في المدرستين الأخريين) فإن عدد الساعات المخصصة للسنة الأولى هي ٢٩ ونصف ساعة، منها عشرون فقط للغة العربية والشريعة. ومن بين الساعات المخصصة للسنتين الأولى والثانية ومجموعها ٣٢ وثلاثة أرباع، نجد عشرين ساعة فقط أيضا للمواد العربية والشرعية (١).

أما المعلمون فقد مسهم أيضا قرار أو إصلاح سنة ١٨٧٦، ونص على تحسين أوضاعهم وطريقه توظيفهم ورواتبهم، الخ. والمديرون، الذين أصبحوا فرنسيين، قد صنفوا إلى ثلاث فئات حسب طبقاتهم: ٢٢٠٠، ٢٥٠٠، ٣٠٠٠ فرنك. وراتب المعلم يبدأ بـ ١، ٢٠٠ ف. وفي إمكانه أن يرتقي إلى ١.٥٠٠ ف و ١.٨٠٠ ف. وكان مدير مدرسة تلمسان ممن يعرفون العربية ويشغل وظيفة مدير في نفس الوقت لإحدى المدارس الابتدائية في المدينة. فهو يجمع بين إدارتين، ولذلك لا يكاد يجد الوقت لمراقبة شؤون المدرسة الشرعية - الفرنسية التي نحن بصددها. وكان عليه أن يقوم فيها بدروس معينة. كما كانت المدرسة تضم معلمين فرنسيين آخرين يشغلان أيضا وظيفة التعليم في الثانوية البلدية (الكوليج)، ويحصلان على تعويض مقابل تدريسهما في المدرسة الشرعية، وليس لهما معرفة في اللغة العربية. وفي المدرسة أيضا ثلاثة معلمين جزائريين لا ندري من أين وظفوا وبناء على أية مؤهلات، وهم لا يعرفون الفرنسية وليست لهم أية وظيفة أخرى غير التدريس في المدرسة (٢). والغالب أن وضع مدرسة الجزائر وقسنطينة كان هو


(١) بيل، مرجع سابق، ص ٢٢١.
(٢) نفس المصدر، وقد اعتمدنا على تقريره، ولذلك كانت الأمثلة بمدرسة تلمسان في وقت إدراته، وقد كتب بحثه سنة ١٩٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>