للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشاكلها وعلاقتها مع المغرب الأقصى، وقد وافقت السلطات على طلبه، وقضى بقية حياته في تلمسان إلى أن مات سنة ١٨٨٨، وكان ل عبد القادر هذا أخوة أحدهم سي زروق، وهو الذي كان يدير شؤون الزاوية في سنة ١٨٩٧، ولكنه كان مهتما بالحياة الآخرة ومبتعدا عن الناس، أما الذي كان يدير الزاوية اليوسفية فعلا في الجزائر، فهو المسمى مولاي، الأخ الثالث له، وهو الذي كان على اتصال مع الخارج، أي السلطات الفرنسية وغيرها.

وليس لليوسفية كثير من الأتباع، ومعظمهم كانوا مرتكزين في النواحي الغربية من البلاد، ولها أفراد هنا وهناك في بقية الجزائر، وحسب إحصاء سنة ١٨٨٢ فإن لها في الجزائر زاوية واحدة، وخمسة مقدمين، ٥١٩ من الإخوان، أما إحصاء ١٨٩٧ فيعطيها حوالي ١، ٤٤٦ من الإخوان (١). واليوسفية - الراشدية كثيرا ما تختلط بالزروقية/ الشاذلية، كما ذكرنا.

ويذكر مؤلف (مجموع النسب) أن محمد بن الشرقي العطافي، تلميذ الشيخ محمد الموسوم قد تزوج من فرنسية، ويفهم من كلامه أنه طلقها بعد مدة، إذ قال إنه تزوج من (علجة رومية وبقيت تحته مدة) وله نسل لا ندري هل منها أو من امرأة أخرى، وتوفي سنة ١٣٤١ عن ٩٨ سنة، وكان الشيخ محمد الشرقي هذا من الأدارسة ومن مواليد ١٢٣٩ هـ، وبعد وفاة شيخه الموسوم استقل بالزاوية في العطاف ولم يعترف بالزاوية الأم (قصر البخاري). وكان قد أخذ أيضا عن شيوخ آخرين، أمثال عدة بن غلام الله بواسطة الحاج محمد البعبيدي، وكان محمد الشرقي من متعلمي الوقت، ولم يسافر خارج الجزائر حسب المعلومات (٢).

وكانت الشاذلية قد انتشرت أيضا في تلمسان ونواحيها، ومن أشهر رجالها في أوائل هذا القرن، الشيخ محمد بن يلس الذي هاجر إلى دمشق سنة ١٩١١ مع أسرته، وقد واصل هناك مشيخة الشاذلية، فهو من مواليد


(١) رين، مرجع سابق، ٢٦٥، وديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ٤٦٦.
(٢) ابن بكار (مجموع النسب). ص ١٦٣ - ١٦٤،

<<  <  ج: ص:  >  >>